Monday, January 7, 2019

سورة الأنفال ( الآية 17)

(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[الأنفال  آية: 17]

[التفسير الميسر]
( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  (17))
فلم تقتلوا -أيها المؤمنون- المشركين يوم "بدر", ولكن الله قتلهم, حيث أعانكم على ذلك, وما رميت حين رميت -أيها النبي- ولكن الله رمى, حيث أوصل الرمية التي رميتها إلى وجوه المشركين; وليختبر المؤمنين بالله ورسوله ويوصلهم بالجهاد إلى أعلى الدرجات, ويعرِّفهم نعمته عليهم, فيشكروا له سبحانه على ذلك. إن الله سميع لدعائكم وأقوالكم ما أسررتم به وما أعلنتم, عليم بما فيه صلاح عباده.

[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]

مازالت سورة الانفال المجيدة الكريمة لما فيها من إكرام الله لهذه الفئة المباركة
التي بوركت بأن عين ترعاها ولولا رعاية الله لها لما تحقق النصر لهم في بدر
خرجوا يبحثون عن متاع الدنيا حسب التصور البشري المحدود وهو ان يحظوا بالقافلة
لكن لم يخطر في بالهم أبدا ان يسوق الله لهم من عذبهم بمكة وحارب رسولهم سيد الاولين والاخرين بكل ماملكوا واختار لقتالهم من خير جند السماء يعاضدون خير فئة
يومئذ الى قيام الساعة ويريهم الله مكرمته لهم وكيف انتصر لهم وكان بالحقيقة نصر تكريم وإعزاز لهم
قال تعالى ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون
وصية الله لعباده ان يجعلوا بينهم وبين عذاب الله وقاية وهذا من حبه لعباده المؤمنين
وحتى يتحقق العدل في أرضه ولسان الحال يقول لن تعدلوا في كل أموركم إذا لم تتبعوا
وصية الله في كل ماشرع وقبل ان يسهب القلم في روعة نصر الله لسيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه المقصود بلفظة الاذلة بما كنتم عليه من الضعف والقهر ألم يتعرض الحبيب نفسه صلوات ربي وسلامه عليه للتنكيل والتشريد
وبصق المجرم عقبة بن أبي معيط في وجهه وكفر بالله أمامه
ألم تطلق بناته ألم يصبر على عذاب سمية بنت خياط زوجة الصحابي ياسر وهما يعذبان في الله ويقول لهما صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة
ألم يصبر على هجرة أصحابه ثم هجرته هو وبكى واستعبر وقال والله يامكة إنك أحب البقاع الى قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني لما خرجت
ألم يصبر على الاعلام الكاذب وهاهو أبولهب يقول له صابئ كذاب
ألم يصبر على استهزاء أهل الطائف ورميه بالحجارة حتى أدمت قدماه الطاهرتين الشريفتين وهو يناجي خالقه الهي ان لم يكن بك علي غضب او سخط فلا أبالي عسى الله يخرج من أصلابهم حفدة يعبدون الله وينصرون دينه

ألم يصبر على دخوله في جوار المطعم بن عدي وهو القرشي الهاشمي أهل البيت وسدانته
وأصحاب سقاية الحجيج
كل هذا جرى له وللصحب الكريم  وما رأينا منهم الا الصبر والادب والحياء من الله تعالى
ان يحمدوه على نعمة الهداية الى صراط الله المستقيم
ألم يصبروا على عزلتهم في شعاب مكة حتى انهم يتعاقبون على نواة التمر الاثنين والثلاث
والله بكل شيء محيط سبحانك كم حلمت على هؤلاء الذين صدوا عن سبيلك
لكن حاق بهم ذل عظيم وعذاب مهين أليم مابين قتل وأسر
والاية الكريمة تعلن عن العقوبة التي حاقت بهم
اراد الله بهذه الاية ان يقول لهؤلاء الظالمين انني انا الله الذي أعلنت الحرب عليكم
أذنت لملائكتي ان يقاتلوا جنبا الى جنب مع هذه الفئة المستضعفة لاقوة لهم فحسب
انما تقبلت صدقهم وصبرهم وحبهم وولاءهم لي وتقواهم وتعبدهم المتواصل الخالص أعلنتها مدوية أنني الناصر لكل من انتصر بي وتوكل علي
فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى
يقتل ابو جهل فرعون هذه الامة بتصويب وتسديد من نبلي الشابين معاذ ومعوذ
فيصيبان الترقوة ويخر صريعا من سدد سهامهما الا ملكين كريمين
من رمى قبضة التراب في وجوه هؤلاء المجرمين الا يد الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه
وهو يقول شاهت الوجوه فما بقي أحد منهم الا دخل هذا التراب في عينيه ومنخريه
انها قدرة العلي الكبير الذي له مقاليد السموات والارض
استعبرت ومداد قلمي المتواضع ان يعبر عن هذه القدرة العظيمة ولكن احتوتني آية بديعة
فريدة قال تعالى والارض جميعا قبضته يوم القيامة مااكرمك ربي في روعة هذه الاية التي تبعث في قلوبنا الايمان بك والطمأنينة لضمانك وأمانك وحرزك وكنفك وأننا سائرون اليك
والحمد لله رب العالمين تعجب القلم مني بمداده وخاطبني بقوله تعالى
وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين
نعم انهم رسول الله وصحبه الكريم سارعوا لرضاء الله فثبتهم الكريم وأثنى على جهادهم عامة وعلى جهادهم خاصة في بدر الكبرى
ليرينا الله كيف يعامل من أحبه وصدقه وآمن به وبرسله قال تعالى والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم
سبحانك ماعبدناك حق العبادة ولا سجدنا لك حق السجود

No comments:

Post a Comment