.
💠 قال الإمام ابن القيم
رحمه الله تبارك وتعالىٰ - :
لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر ؛
فإنه جامع لجميع منازل السائرين ، وأحوال العاملين ، ومقامات العارفين ، وهو الذي يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله ، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة والتي بها فساد القلب وهلاكه .
• فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها ، فإذا قرأه بتفكر حتىٰ مر بآيةٍ هو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ، ولو ليلة ؛ فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم ، وأنفع للقلب ، وأدعىٰ إلىٰ حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن .
• وهذه كانت عادة السلف ، يردد أحدهم الآية إلىٰ الصباح ، وقد ثبت عن النبي أنه قام بآية يرددها حتىٰ الصباح ؛ وهي قوله { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .
• فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب .
• ولهذا قال ابن مسعود : ( لاتَهُذُّوا القرآن هَذَّ الشعر ، ولا تنثروه نثرَ الدَّقَل ، وقفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ) .
• و قال ابن مسعود - أيضًا - : ( اقرؤوا القرآن ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ) .
• - وروىٰ أيوب ، عن أبي جمرة ، قال : قلت لابن عباس : إني سريع القراءة ، إني أقرأ القرآن في ثلاث .
• قال : ( لأن أقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كما تقرأ ) .
• -والتفكر في القرآن نوعان :
• تفكر فيه ليقع على مراد الرب تعالىٰ منه .
• وتفكر في معاني ما دعا عباده إلىٰ التفكر فيه .
• -فالأول : تفكر في الدليل القرآني ، والثاني تفكر في الدليل العياني .
• الأول :
ففكر في آياته المسموعة ، والثاني : تفكر في آياته المشهودة
• ولهذا أنزل الله القرآن ليتدبر ويتفكر فيه ويعمل به ، لا لمجرد تلاوته مع الإعراض عنه .
No comments:
Post a Comment