Monday, January 7, 2019

سورة الأنفال ( آية 18- آية 19)

ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ)[الأنفال  آية: 18]

[التفسير الميسر]
( ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ  (18))
هذا الفعل مِن قتل المشركين ورميهم حين انهزموا, والبلاء الحسن بنصر المؤمنين على أعدائهم, هو من الله للمؤمنين, وأن الله -فيما يُسْتقبل- مُضعِف ومُبطِل مكر الكافرين حتى يَذِلُّوا وينقادوا للحق أو يهلكوا.

[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]

آية كلها دعم وتفاؤل لروح المؤمن ليسمع العالم بأسره
ان الله هو الاله الحق المبين
وان وعده آت ومتحقق
وهذا ماشهدناه في بدر
وفِي باقي المعارك وفِي الفتوحات الاسلامية
وكان من مكارم الله لرسوله
قال نصرت بالرعب مسيرة شهر
بمعنى قبل ان يصل الجيش الاسلامي لمسيرة شهر  يهابه العدو ويقع في صفوف اعدائه
النزاع والاختلاف
وينصر الله رسوله بأحد هذه الأسباب الموجبة للنصر والتمكين

قبل ان يسرقني مداد القلم ونبض الفؤاد في التوسع في توضيح روعة هذه الاية الكريمة
وخير خاطرة ترصع هذه الرسالة أننا نحن عندما نتلو كتاب الله غاب عن خلدنا فرحة اليقين بما حبانا ربنا وهذا ماذكرته في تفسير الحديث الترغيب في الحسنات ان الله يثيب العبد المؤمن إذا هم بالحسنة حتى ان في السورة نفسها في مطلعها
قال تعالى الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم من ماذا ؟؟؟؟؟!!!خوفا ان لايتلوها حق تلاوتها اما رواية اي لم يتقنوا قراءتها او لم يفقهوها كما ارادها الله وكأني بأبي بكر وهو يقول اي سماء تظلني واي ارض تقلني ان أتأول في كتاب ربي وهو صديق هذه الامة يخاف ان يفسر في كتاب الله
او لم يرعوها حق رعايتها كانوا رضوان الله عليهم يتلون الخمس آيات ويطبقوها ويحفظوها ثم ينتقلون الى مابعدها
وكان للقران بهجته وفرحته اذا تليت عليهم الايات زادتهم ايمانا ويقينا بما عند الله
وأسأل ربي ان يكرمنا بفرحة تلاوة كتاب الله ولهذا ورد في الدعاء اجعله ربيع قلوبنا
ونور أبصارنا وهنا يوجد تشبيه بليغ رائع من يستطيع منا ان يحيا بدون قلب ينبض بالحياة
ونور بصر يهتدي به في ظلمات هذه الحياة لذلك ورد في الاحاديث عن فضل القران في حياة القلوب وسعادتها ولهذا ذهب الخشوع ونعيم حلاوة القران في واقعنا المعاصر الا مارحم ربي فلو استشعر المؤمن ان الله ناصره ومؤيده على كل من عاداه فما تفرغ الا لعبودية الله ورضاه وما فرح بشيء الا ان يرضى الله عنه الهي تقدس رضاك
الهي ان لم يكن بك علي غضب او سخط فلا أبالي
الهي لولم تهدني الى الاسلام مااهتديت ولولم تعرفني حلاوة نعمتك ماعرفت ولولم يتبين لي شديد عقابك مااستجرت الهي فصل على خير البشرية صلوات ربي وسلامه عليه
واجعل القرآن العظيم فرحة لقلوبنا وبشرى لأفئدتنا وإنشراح لصدورنا لك الحمد انت ولينا نعم المولى ونعم النصير

سبحانك اللهم وبحمدك الحمد لله على حلمك بعد علمك
سبحانك اللهم وبحمدك الحمد لله على عفوك بعد قدرتك
ماأجرأك ياابن آدم على الحق قال تعالى إن الانسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد
هذه الايات لها أسباب نزول نزلت في أبي جهل الذي تجرأ على ربه فقال اللهم ان كان هذا الحق من عندك فافتح بيننا وبين محمدا
قتل الانسان ماأكفره اي لُعِن الكافر بكفره وجاء الفعل مبني للمجهول دلالة على ضخامة
اللعن الذي يحيق ويلحق بالكفر وأهله
فرد الله عليه سبحانك من عظيم وكريم وانت العلي القدير
بهذه الاية ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح اي سألتموني ان اريكم عذابي للظالمين
فكنتم انتم الظالمون وسترون من النكال والعذاب مالا طاقة لكم به
وسارع حلم الله ورأفته بالعباد ينهاهم عن قتال رسول الله وصحبه فهم على الحق
ويحذرهم من ان يعاودوا القتال مرة بعد مرة
فهو بما يعملون محيط وأن الله هو الحق وناصر الحق وأهله
وما يكون النصر من كثرة عدة او عتاد وهذا ما شهدناه في قتال الفئة الصادقة التي تولاها الله للفئة الضالة الظالمة على الرغم من عتادها وعدتها
ويعود مداد القلم القهقرى الى بداية خروج الفئة الباغية بقيادة أبي جهل وأقسم ان لايعود
حتى يرد بدرا وينتصر مع قرع الطبول والمزامير ويخمر على رقص القينات وغنائهم
وفي طريقه الى حتفه ظهر له إبليس بشكل شيخ كبير وقال اني جار البادية
واني لاحق بكم لأنتصر لكم وأقاتل معكم وصدقه ابو جهل اللعين وفرح بانضمامه لهم
وقص القران الكريم علينا القصة في نفس السورة
قال تعالى وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لاغالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم
فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم اني ارى مالا ترون اني أخاف الله والله شديد العقاب
هذه هي قصة هذه الاية العظيمة مفادها ان الشيطان لم يتسلط على أبي جهل وأتباعه فحسب انما يتسلط على كل إنسان سيفارق الحياة وهو يجري في الدم مجرى الدم من العروق ولا ييأس من فتنة ابن آدم من حسده وحقده عليه
بكى القلم بمداده عندما اراد ان يخط هذه العبارة ان الشيطان يتمثل أمام المرء عند وفاته
حتى هذه الساعة ويشتد العطش على الميت فيأتيه معه كوب من الماء ويدعوه ليكفر مقابل شربة الماء فيثبت المؤمن ويشهد بلا اله الا الله وان محمدا رسول الله عند ذلك يأتيه ملك الموت ويسلم عليه ويقول له السلام عليك أيتها الروح الطيبة أخرجي الى روح وريحان ورب غير غضبان وهنا ييأس عدو الله ويعلم انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وأخلصوا دينهم لله
ومسك الختام دعاء الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه اللهم انا نسألك الثبات في الامر
والعزيمة على الرشد وحسن عبادتك وشكر نعمتك
ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وعلما نافعا وعملا صالحا متقبلا
ونسألك من خير ماتعلم ونعوذ بك من شر ماتعلم
ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب
هذا كنز عظيم اوصى به سيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه فلنكتنزه ولنردده دائما وأبدا تباركت ياكريم
ه

(إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)[الأنفال  آية: 19]

[التفسير الميسر]
( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ  (19))
إن تطلبوا -أيها الكفار- من الله أن يوقع بأسه وعذابه على المعتدين الظالمين فقد أجاب الله طلبكم, حين أوقع بكم مِن عقابه ما كان نكالا لكم وعبرة للمتقين, فإن تنتهوا -أيها الكفار- عن الكفر بالله ورسوله وقتال نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, فهو خير لكم في دنياكم وأخراكم, وإن تعودوا إلى الحرب وقتال محمد صلى الله عليه وسلم وقتال أتباعه المؤمنين نَعُدْ بهزيمتكم كما هُزمتم يوم "بدر", ولن تغني عنكم جماعتكم شيئًا, كما لم تغن عنكم يوم "بدر" مع كثرة عددكم وعتادكم وقلة عدد المؤمنين وعدتهم, وأن الله مع المؤمنين بتأييده ونصره.
وكيف ويكون ان الله موهن كيد الكافرين
والقرآن في بديع سياقه تتلاقى الايات مع بعضها لترسم لنا المشهد القرآني كاملا
بداية الوهن كما ورد في سورة آل عمران سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله
مالم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين
اي حياة هذه يكتنفها الخوف والذي يخبرنا عن خوفهم الذي يعلم السر وأخفى
هذا وهن عظيم في المشاعر ولا يعلم عن آلام الخوف الا الله ولاننسى الخوف بكل أنواعه
خوف من الموت
خوف من الجوع خوف من الخسارات المادية في الانفس والمال
خوف من الامراض
خوف من السنن الكونية كاالزلازل. والبراكين والاعاصير ومن الجفاف ومن الحروب
وشعور الخوف يعطل العقل ويشله
ونرى القرآن الكريم يصور قوتهم في أدق تعبير بديع فريد.
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون
هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون
لننظر الى الوهن الذي يعتلجهم شبه القرآن الكريم قوتهم بالأنفاس التي تخرج من الافواه
والله التي لانراها ولا نسمعها
او بالاعلام الكاذب الذي لايلبث هنيهة حتى يدحضه الله ويدحره فالفطرة السوية
تأبى الكذب وتكشفه وترفضه وقد فطر الله الناس على التوحيد
كثيرا من مات من أهل الضلال والكفر ظاهرا وهو يكتم إيمانه لذلك تولى الله حساب الخلائق وجعل الشفاعة له وحده واهل الشفاعة لايشفعون الا من بعد ان يأذن الله ويرضى
ويتجلى وهنهم في الفراغ الروحي عندهم مما يجعلهم يخمرون بكل أنواع الخمور
لينسوا آلامهم النفسية والحزن الذي يهيمن على قلوبهم وهو ثمرة الخوف
هذا غيض من فيض في تبيان الوهن الذي يعتري أهل الكفر والضلال
ومسك الختام قوله تعالى ومن أعرض عن ذكري فإنه له معشية ضنكا
والضنك هو أعلى أنواع العذاب والتعب افلا يكفي هذا ان يوهن هؤلاء الذين ضلوا من قبل
وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل
اللهم انا نعوذ بك من الكفر والفقر ونعوذ بك من عذاب القبر
ونعوذ بك من فتن المحيا والممات ونعوذ بك من فتنة المسيح الدجال


No comments:

Post a Comment