Wednesday, February 27, 2019

ولكن الله يدري!! ولكن الله يدري

ولكن الله يدري!! ولكن الله يدري

قال الربيع بن خثيم لأهله يومًا: اصنعوا لنا خبيصًا - نوع من الحلوى مخبوصة من التمر والسميد- وكان لا يكاد يشتهي عليهم شيئاً من الطعام، فصنعوا له، فأرسل إلى جارٍ له مصاب -كان به ضرب من الجنون -فجعل يلقِّمه، ولعاب الرجل يسيل! فلما فرغ الرجل وخرج قال له أهله: تكلفنا وصنعنا ثم أطعمت هذا المجنون ! ما يدري هذا ما أكل ، 
فقال الربيع: ولكن الله يدري !!..

ولكن الله يدري !!
بهذه الكلمة سبقنا القوم ..
ومن أجلها قام سوق الخبايا ...
ولكن الله يدري !!

وعن يحيى بن أبي كثير قال: "تعلموا  النية، فإنها ابلغ من العمل". 

و يقول الإمام مالك : 
ما كان لله بقى 

ويقول سفيان الثوري: "ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي؛ إنها تتقلبُ عليّ". 

و سئل التستري: "أي شيء أشد على النفس؟! قال: "الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب". 

وعلى لسان الأبرار وأهل الإخلاص والعمل الصالح يقول تعالى : ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً،إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾
أراد هؤلاء الصالحين الجزاء من الله وخافوا من يوم الحساب ، فما هي المكافأة من الخالق جل وعلا  : 
(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا)

ألا يكفينا أن الله يدري ؟ !!

السؤال الذي يطرح نفسه كلنا نعلم ان الله يرى لكن رؤية الربيع مختلفة عنا 
إن الربيع كان ممكن ان يطعم جائعا يعقل ويدعو له ويفرح بدعوته لكن الامر مختلف تماما 
ان الربيع كان مشفقا ان يبتليه الله بما ابتلى الله هذا الانسان سواء في نفسه او ولده أو من يحب فراح يدفع هذا الابتلاء بهذا التواضع لله خشية وإشفاقا من سنن الله في خلقه 
بالتأكيد قال الدعاء في أعماقه الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى عباده وفضلني على كثير من خلقه تفضيلا وأيدها بعمل الجوارح 
وهنا وكأني برسول الله وهو يرى رجلا عند إصابة فقالوا يارسول الله هذا رجل مجنون 
قال لا انه رجل مبتلى المجنون من عصى الله وهو في كامل عافيته 
كريم عفو تحب العفو فأعف

لا تقطع حبال الود

لا تقطَعْ حِبال الوُدِّ
كان بين الحسن البصري وبين محمد بن سيرين شيء من الجفاء، وكان إذا ذُكر ابن سيرين عند الحسن يقول : دعونا من ذكر الحاكة ! وقصده أن أغلب أهل ابن سيرين يعملون في حياكة الثياب !

ثم إن الحسن رأى في منامه كأنه عريان، وهو قائم على مزبلة يضرب بالعود !
فأصبح مهمومًا من رؤياه هذه، فأرسل أحد أصحابه إلى ابن سيرين ليقص عليه الرؤيا على أنها رؤياه، ولكن ابن سيرين كان أذكى من أن تنطلي عليه المسألة، فقال لمن جاءه : قل لصاحب الرؤيا لا تسأل عنها ابن الحاكة !

ولما وصل الخبر إلى الحسن مضى إلى ابن سيرين في مجلسه، فلما رآه ابن سيرين قام إليه فتعانقا، ثم جلسا فتعاتبا، ثم قال له الحسن، دعكَ من هذا يا أبا بكر، حدثني عن الرؤيا فقد شغلتْ قلبي !

فقال له ابن سيرين: لا تشغل قلبك، فإن العري عري من الدنيا فلستَ من طلابها، وأما المزبلة فهي الدنيا وأنتَ تراها على حقيقتها، وأما العود فإنها الحكمة تُحدث بها الناس !

فقال الحسن : فكيفَ عرفتَ أني صاحب الرؤيا ؟
فقال ابن سيرين : لا أعرف أصلح منك أن يكون رآها !

التنافس بين الأقران لا يكاد ينجو منه أحد، وإلا لنجا منه الحسن وابن سيرين ! فالرجلان على تقواهما وصلاحهما كان بينهما شيء من الجفاء، ولكن شأن النبلاء إذا هم تنافسوا ألا ينسى بعضهم حسنات بعض، ولا يجحد ميزاته، وما أرسل الحسن رسولاً إلى ابن سيرين لتعبير رؤياه إلا لأنه يعرف علمه وبراعته في هذا المجال، وما علم ابن سيرين أن الحسن صاحب الرؤيا إلا لأنه يعرف تقوى الحسن وصلاح دينه، فإياك إن حصل التنافس أن تقتدي بإبليس يوم قال: "أنا خير منه" بل أقتدِ بموسى عليه السلام يوم قال: "وأخي هارون هو أفصح مني لسانًا"!

وإن شأن النبلاء كذلك أن يغتنموا أقل حدث لتسوية الأمور، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، وما أنبل الحسن إذ يُراجع نفسه، ويذهب إلى ابن سيرين في مجلسه، وما أنبل ابن سيرين إذ يقوم إلى الحسن فيعتنقه!

لا تأخذك العزة بالإثم، اغتنم الفرص وبادر، فأحيانًا تمضي سنوات من الجفاء لأننا فوتنا فرصة كان بالإمكان أن نُصلح من خلالها الأمور، وإن سبقكَ غيرك بالمبادرة فلا تكن شرَّ الرجلين، ومن مشى تجاهك خطوة امشِ تجاهه خطوتين، الكرامات ليس هذا موضعها، هذا موضع "والله يحب المحسنين" وموضع "وأصلحوا ذات بينكم" وموضع "من تواضع لله رفعه" وموضع "من ذلّ لله عزَّ"!

نحن نهاية المطاف بشر، فينا نزوات وطباع إنسانية لا نستطيع أن نخرج منها، ولكن الحل لم يكن يومًا أن نستسلم لها لأنها كامنة فينا، وإنما الحل في أن نسيطر عليها بدل أن تسيطر علينا، ونقودها بدل أن تقودنا، فإن النفس البشرية فرس جامحة، فهنيئًا لمن روّض نفسه !

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية

ان المؤمن وخاصة المحسن لايستطيع ان يقطع حبال الود لأنه يحمل ودا فريدا طيبا مباركا
لقوله تعالى ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فإنما يسرناه بلسانك
لتبشر به المتقين وتنذر قوما لدا
فكأن المؤمن وده لأخيه المؤمن ان يبشره بكل خير ويمنعه من الظلم ولهذا يبقى ود الصالحين ود مميز وبديع وفريد هذه صفاته وإذا ماقام بهذا تسلل الى محرابه ليسجد بين يدي ربه ويدعو للاخرين وللعالمين على سبيل العموم والخصوص
سبحان الله ود يقوم على البر والتقوى
ود يقوم على الوفاء والاخلاص في السر والعلن
ود يحمل بين طياته خبيئة لايعلمها الا الله فيلقى بها الله
ود يتصدق به العبد على نفسه ثم إخوانه فلا يكتم خيرا عليهم ويتمنى لهم كل سعادة وخير ويسارع هذا الود بصاحبه بكل صدق مع الله ليفرح للمؤمنين والمؤمنات
ويواسيهم في نكباتهم ولا يتجاهلهم يسعى بكل أنواع الخير ليديم الله وده عليه وعلى
الاخرين من إخوة وأهل وأقارب وأصحاب ومعارف
ود صنعه الله على عينه فهذا العبد الودود يمشي ضمن شرع شرعه الله فلا يتقدم ولا يتأخر ينظر في آخر اليوم في صحيفته فإن وجد إخلاصا وصدقا وتوفيقا حمد الله وشكر له وان وجد تقصيرا استغفر وأناب وشكى الى الله ضعف قوته وقلة حيلته وسأل الله الثبات حتى يرضى الله ويلاقي ربه وهو عنه راض اللهم ارزقنا ودك
فإنك انت الودود والشكور والغفور على الحقيقة تباركت ياقدير
وارزقنا أهل ود يعينوننا على حبك ورضاك

التوازن في الدين


VIDEO-2019-02-16-09-59-44.mp4
5 MB
ATT00001.txt
375 bytes
احبتي سمعت الرابط 
وجزاهم الله خيرا 
لكن أحب أن أنوه الى قضية 
حساسة في أداء الحلقة 
قارنوا بين اركان الاسلام وفعل الخيرات لكن اود ان اوضح 
للأخوات ان الانسان المسلم 
اذا لم يتقن الأركان ويصل بها الى مرحلة التقرب من الله 
وما زال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه 
وهي العبادات المحضة 
من صلاة وزكاة وصوم وحج 
التي تزكي الروح والعمل 
ليبتغي بهم وجه الله 
وهذا منحى مخيف وقع به كثير من المسلمين وهو المغالاة 
إما ينصرف للعبادة المحضة 
ويغلق الباب على نفسه 
وإما يعطي كل أوقاته للآخرين 
وعبادته مقتصدا بها جدا 
ويكون هو طبيعته تميل 
الى الاختلاط بالناس وقضاء الأوقات معهم 
ولذلك أهيب بنفسي والآخرين 
ان التوازن في الدين مهم جدا 
ويجب ان يكون هناك فقه الاولويات 
ولا بد من الصبر على طلب العلم والعبادة فهما أساس هذا الدين وأمر أهلك بالصلاة 
واصْطَبِر عليها 
وقد خَص الصلاة لأنها تحتوي 
على عبادات عدة 
منها الدعاء وتلاوة القرآن 
والتسبيح والركوع والسجود 
والطواف والسعي هما صلاة لله 
وفِي الصلاة صيام وصوم فلا يأكل المصلي ولا يتكلم الا بالتمجيد والتسبيح لله 
وكثيرا مانرى أخطاء يجب ان تصحح ان الدعاة ينشغلون 
بإصلاح البعيد ويتركون عيالهم 
وأرحامهم مقتنعين ان الله 
سيكرمهم بهداية اولادهم 
لأنهم زرعوا الخير مع الآخرين 
فهم متواكلون وهذا خطأ فادح 
وقع به كثير من الناس 
لذلك القران الكريم ذكر هذه القضية بوضوح فقال تعالى 
وأنذر عشيرتك الأقربين 
واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وتوكل على العزيز 
الرحيم الذي يراك حين تقوم 
وتقلبك في الساجدين 
انه هو السميع العليم 
لننظر الى دقة الآية الكريمة 
كيف دعا القرآن الكريم 
الى دعوة الاهل والأقارب 
ثم العودة الى السجود 
حتى انه خصه وعين الله ترعاك 
وانت تترك الفراش لتقوم لله رب العالمين 
لنستيقظ من غفلتنا عن التوازن 
في كل أمورنا ونتدرج في فعل الخيرات حسب ماأمرنا الله به 
وفقنا الله لما يحب ويرضى 
كريم عفو تحب العفو فأعف عنا