Wednesday, December 27, 2017

قواعد التعامل مع الشدائد


القاعدة الأولى: (لستَ وحدك).
القاعدة الثانية: (لا يقدِّر الله شيئاً إلا لحكمة).
القاعدة الثالثة: (جالب النفع ودافع الضُّرِّ هو الله، فلا تتعلق إلا به).
القاعدة الرابعة: (ما أصابك لم يكن ليُخْطِئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك).
القاعدة الخامسة: (اعرف حقيقة الدنيا تَسْترح).
القاعدة السادسة: (أحسن الظن بربك).
القاعدة السابعة: (اختيار الله لك خيرٌ من اختيارك لنفسك).
القاعدة الثامنة: (كلما اشتدت المحنة قرُب الفرج).
القاعدة التاسعة: (لا تفكّر فى كيفية الفرج؛ فإنَّ الله إذا أراد شيئاً هيأ له أسبابه بشكل لا يخطر على بال).
القاعدة العاشرة: (عليك بدعاء من بيده مفاتيح الفَرَج).
يقول ابن القيم- رحمه الله-:
«لا تحسب أن نفسك هي التي ساقتك إلى فعل الخيرات، بل اعلم أنك عبدٌ أحبك الله فألهمك فعل الخيرات، فلا تفرط في هذه المحبة».

أمسِك فؤادك عن حُزنٍ وعن ألمٍ
فاللهُ ربكَ لا يرضى لكَ الــــشطــطا
إن كانَ يعلمُ بالأوراقِ إن سقطت
أليسَ يعلمُ بالدمعِ الذي سقطا؟

منقول

من روائع القصص الدالة على إخلاص العلامة الشيخ حسن حبنّكه الميداني الدمشقي رحمه الله

منقول

Wednesday, September 13, 2017

معان من سورة الحديد


🌹 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم
كنت اتلو سورة الحديد ووصلت لقوله تعالى
(21) مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)
🎁 اية بديعة في نسقها فريدة في معانيها تحكي لنا سر المصائب وحلولها في الارض من
من زلازل وبراكين والطوفان والصواعق والعواصف والقواصف وأمور لانعلمها
وكله يجري بعلم الله وبأمر من عنده لحكمة يعلمها
انه هو العليم الحكيم
⚡اما المصائب التي تصيب البشر من جوع وأمراض ونقص في الاموال والانفس والثمرات
من تسلط الاقوياء على الضعفاء بكل صور الحياة وأشكالها
وكذلك الحزن والضيق والالام وسوء الاخلاق وانتشار الظلم هذا الامور تجري بعلم الله
مع ان الله لايريدها وحرمها
لكن تقع لحكمة يعلمها هو فهي تسير اليكم  بسببين :
💵💰الاختيال والعلو في الارض من قبل المجرمين والتفاخر بين الناس وكسر قلوبهم لبعض
منشأ هذه كله مرض عضال الا وهو البخل الذي رأيناه في قصة قابيل في بخله في القربان الذي قربه لخالقه فنتج عنه الحسد والحقد والكره حتى ضاقت عليه الارض بما رحبت 🔪فقتل اخاه فأصبح من الخاسرين النادمين
والندم الامه لايعلمها الا الله
🥀كثيرا مانبخل بالكلمة الطيبة
🥀كثيرا مانبخل بالبسمة لانسان نراه حزينا مريضا
🥀كثيرا مانبخل بمواساة انسان
كثيرا مانبخل ان نهتم بقضاء حاجة انسان محتاج
🥀نبتسم للغني ونراضيه ونعرض عن الفقير وننساه
🥀نبخل بعواطفنا تجاه من يواددنا ونقول ماذا اعمل هو يحبني وانا ماالفته
☀ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه ( فالله هو الغني الحميد)  يشكر لعبده الذي ينفق ليله ونهاره
ليرضى الله فإذا رضي الله كان في معية الله وحرزه وأنسه وكنفه
ومع ذلك يواسينا القران الكريم:
(( لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ ))
لكيلا تأسوا على مافاتكم فلا تحزنوا على مافاتكم من خير الدنيا فالله سيعوضكم فمنعه عين العطاء
((وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ)) ولا تفرحوا بما آتاكم فهو للاختبار والابتلاء
وكل هذا بسبب الكبر والاختيال والفخر والعلو على الاخرين
وقعت هذه المصائب في الارض
((وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118))سورة النحل 
🙏الهي ان لم يكن بك. علي غضب  او سخط فلا ابالي
ان عذبتنا فانت غير ظالم وان رحمتنا فأنت خير راحم
🌹كان حسن البصري يقول أخاف ان يطرحني في احد اوديتها ولا يبالي
اللهم لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
📖 هذه الايات تجعلنا ممن يراجع آفات القلب وعللها وتجعله يجاهد نفسه ويتوكل على الله في كل أموره مشفقا من تقلب الدنيا فيه والنجاة من ذلك تلاوة كتاب الله وتدبره خاصة عبر مادة
التفسير التي تعينك على تثبيت الحفظ كريم عفو تحب العفو فأعف عنا
ولنسأل الله الثبات على الحق حتى نلقى وجهه الكريم
✒بقلم الداعية ضحى الطيب

Friday, September 1, 2017

دعاء للوالدين


سَألتُ الله الذي لم يُشبعني منْكما في الدنيا أن احتضُنُكما حُضناً طَويلاً دَافئاً يَنْزعُ وحشةَ فرَاقكما المُوجعة عنْد بَابِ الجَنه وندخُلهاَ فَرحاً..

يَارب ارحم أمي وابي بعدد من ذكرك وشكرك
يا رب اغفر لهما بعدد من صلى لك وكبر
يا رب اغفر لهما جميع ذنوبهما دقها وجلها علانيتها وسرها صغيرها وكبيرها
يارب اجعلهما ممن يمشون على الصراط سريعاً فينجو من حرها ولهيبها إلى جنات النعيم ..
اللهم إنّي أسألك أن تجعل  قبرهما روح وريحان وجنات نعيم
اللهم ادخلهما الجنة من غير حساب ولا سابق عذاب
اللهم آنس وحشتهما وارحم ضعفهما وقلة حيلتهما اللهم برِّد على قبرهما بنسائم الجنة
اللهم اسقهما من حوض نبيك محمد عليه الصلاة والسلام  شربةً لا يظمأن بعدها أبدًا
اللهم سامحهما واعف عنهما عدد ما صلى لك المسلمون وذكرك الذاكرون ..
اللهم ارفعهما في عليين مع الصديقين والشهداء والصالحين والنبيين
اللهم إني استودعتگ أمي وابي وجميع موتانا وموتى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فاجعلهم  في أعلى الجنان ..
" يامجيب الدعاء يا رب العالمين

ضحى الطيب

Saturday, June 17, 2017

سورة الفاتحة






لمسات بيانيه في القرآن الكريم




مقال هام كيفية عمل القدر/ منقول


لفهم كيفية عمل القدر 

محتاج  فنجان قهوة و قراءة بتركيز ...

القَدَر يتكلم على لسان الخضر عليه السلام .

كيف نفهم القدر؟!..

لعل أحد أكثر الأسئلة التي تدور في أذهان  المسلم خاصة.. هو ما يعرف فلسفيا باسم سؤال الشر.. وهو بكل بساطة..........

لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟ لماذا يموت الأطفال في سورية؟ لماذا يموت الأطفال جوعا في افريقيا؟
أليس الله هو الرحمن الرحيم؟ فكيف يمتلئ الكون بكل هذه المآسي؟
طبعا سيكون من الرائع لو تمكننا من فهم تلك المتناقضات التي ترهق أرواحنا.. ومع أن هذا يبدو مستحيلا الآن..

إلا أن هذا فعليا قد حدث.. قبل ثلاثة وثلاثين قرنا من الان،
كان نبي الله موسى لديه كما لدينا الكثير من الأسئلة الفلسفية.. ليس أقلها رؤية الله (رب أرني أنظر إليك.. ) لكن الأهم على ما يبدو وموضوعنا اليوم هو عندما سأل موسى ربه عن القدر.. وكيف يعمل.. وهي بالذات عين أسئلتنا اليوم.. فطلب منه الله عز وجل أن يلاقي الخضر عليه السلام.. والحقيقة التي يجب أن تذكر هنا.. أن الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي من أولياء الله...........
في حين أنه الحقيقة أن الخضر عليه السلام يمثل القدر نفسه.. يمثل يد الله التي تغير أقدار الناس.. والجميل أن هذا القدر يتكلم.. لذلك نحن الآن سنقرأ حوارا بين نبي(بَشَر) مثلنا تماما.. لديه نفس أسئلتنا.. وبين قدر الله المتكلم.. ولنقرأ هذا الحوار من زاوية جديدة..
أول جزء في الحوار كان وصف هذا القدر المتكلم .. آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما.. أي أنه قدر رحيم وعليم.. وهذا أصل مهم جدا.. ثم يقول سيدنا موسى عليه السلام(بشر)...... "هل أَتَّبِعُكَ على أن تُعَلِّمَنِي مما عُلِّمْتَ رُشْدَا".. يرد القدر......
"إنَّكَ لن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا وكيف تَصْبرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْرَا.. ".............
جواب جوهري جدا........
فهم أقدار الله فوق إمكانيات عقلك البشري...... ولن تصبر على التناقضات التي تراها..............
فيرد  موسى عليه السلام بكل فضول البشر.......
"ستجدني إِنْ شَاءَ اللهُ صَاِبراً ولا أَعْصِي لَكَ أمرا".. ويرد القدر
"فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا".. ويمضي الرجلان.. ويركبا في قارب لمساكين يعملون في البحر.. ويقوم الخضر بخرق القارب.. وواضح تماما أن أصحاب المركب عانوا كثيرا من فعلة الخضر.. لأن موسى تساءل بقوة عن هذا الشر كما نتساءل نحن.. "أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا.. لقد جِئْتَ شَيْئَا إمرا".. عتاب للقدر تماما كما نفعل .. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟ نفس الأسئلة.. يسكت الخضر ويمضي.. طبعا الشاهد الأساسي هنا أن أصحاب المركب عانوا أشد المعاناة.. وكادوا أن يغرقوا.. وتعطلت مصلحتهم وباب رزقهم.. لكن ما لبثوا أن عرفوا بعد ذهاب الخضر ومجىء الملك الظالم أن خرق القارب كان شرا مفيدا لهم.....
لأن الملك لم يأخذ القارب غصبا..
نكمل.. موسى لا زال في حيرته.. لكنه يسير مع الرجل (القدر) الذي يؤكد لموسى.. "ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا؟" ألم أقل لك يا إنسان أنك أقل من أن تفهم الأقدار.. يمضي الرجلان.. ويقوم الخضر الذي وصفناه بالرحمة والعلم بقتل الغلام.. ويمضي.. فيغضب موسى عليه السلام .. ويعاتب بلهجة أشد......
"أَقَتَلْتَ نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا"............
تحول من إمراً إلى نكراً......
والكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشر مثلنا.. ويعيش نفس حيرتنا.. يؤكد له الخضر مرة أخرى "ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا".. طبعا هنا أصل مهم.. أننا كمسلمون قرأنا القرآن ننظر إلى الصورة من فوق.. فنحن نعرف أن الخضر فعل ذلك لأن هذا الغلام كان سيكون سيئا مع أمه وأبيه.. "وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا".. والسؤال.....
هل عرفت أم الفتى بذلك؟
هل أخبرها الخضر؟.........
الجواب لا.. بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الفتى الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. وبالتأكيد.. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول.. وأن الأول كان سيكون سيئا.. فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم.. ولم تستطع تفسيره أبدا..
ثم يصل موسى والخضر إلى القرية.. فيبني الجدار ليحمي كنز اليتامى.. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي.. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا.......
ثم مضى الخضر.. القدر المتكلم.. بعد أن شرح لموسى ولنا جميعا كيف يعمل القدر والذي يمكن تلخيصه ببساطة كالآتي..
الشر شيء نسبي.. ومفهوم الشر عندنا كبشر مفهوم قاصرلأننا لا نرى الصورة كاملة، فما بدا شرا لأصحاب المركب اتضح أنه خير لهم..
وهذا أول نوع من القدر..
شر تراه فتحسبه شرا.. فيكشف الله لك أنه كان خيرا.. وهذا نراه كثيرا.............
النوع الثاني مثل قتل الغلام...... شر تراه فتحسبه شرا.. لكنه في الحقيقة خير.. ولا يكشف الله لك ذلك فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر.. مثل قتل الغلام.. لم تعرف أمه أبدا لم قتل......
النوع الثالث وهو الأهم.. هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري.. لطف الله الخفي.. الخير الذي يسوقه إليك.. مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح..
فالخلاصة إذن.. أننا يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى "إنك لن تستطيع معي صبرا" لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله.. الصورة أكبر من عقلك.. قد تعيش وتموت وأنت تعتقد أنك تعرضت لظلم في جزئية معينة.. لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما.. الله قد حماك منها.. مثال بسيط.. أنت ذو بنية ضعيفة.. وتقول أن الله حرمني من الجسد القوي.. أليس من الممكن أن شخصيتك متسلطة.. ولو كنت منحت القوة لكنت افتريت على الناس؟ حرمك الله المال.. أليس من الممكن أن تكون من الذين يفتنون بالمال وكان نهايتك ستكون وخيمة؟ حرمك الله الجمال.. أليس من الممكن انك ذات شخصية استعراضية.. ولو كان منحك الله هذا الجمال لكان أكبر فتنة لك؟ لماذا دائما  ننظر للجانب الإيجابي للأشياء؟ ونقول حرمنا الله

استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما.. وقل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها.. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.. إذا وصلت لهذه المرحلة.. ستصل لأعلى مراحل الإيمان.. الطمأنينة.. وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله.. خيرا بدت أم شرا.. ويحمد الله في كل حال.. حينها فقط.. سينطبق عليك كلام الله "يا أيتها النفس المطمئنة" حتى يقول.. "وأدخلي جنتي" 

ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حسابا ولا عذابا..
منقول للاطلاع والفائدة،ثم النقاش؛مع فائق التحية

دعاء شامل


2017-03-07, 7:16:26 AM: Doha New: 🌾عن عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو:
《رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسِّر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، اللهم اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكرًا، لك راهبًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، إليك أواهًا منيبًا، رب تقبَّل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبِّت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري》.
🔻 رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وصحّحه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1/414).

هذا الدعاء العظيم ↙️
اشتمل على اثنين وعشرين سؤالًا ومطلبًا، هي من أهم مطالب العبد وأسباب صلاحه وسعادته في الدنيا وفي الآخرة

فأول ذلك قوله:
🌾(رب أعني):
🔻وهو طلب العون من الله؛ ↙️أي وفقني لذكرك وشكرك وحُسن عبادتك، وفي مقابلة الأعداء أمدني بمعونتك وتوفيقك


🌾والثاني قوله:(ولا تعن علي): 🔻أي لا تغلب علي من يمنعني من طاعتك من النفس الأمّارة بالسوء، ومن شياطين الإنس والجن.

🌾 والثالث قوله:(وانصرني):
🔻 وهو طلب النصر؛ أي أغلبني على الكفار أعدائي وأعداء دينك، 🔻وقيل: انصرني على نفسي الأمّارة بالسوء، فإنها أعدى أعدائي.


🌾 والرابع قوله:(ولا تنصر علي): 🔻بمعنى لا تسلّط علي أحدًا من خلقك.

🌾 والخامس قوله:(وامكر لي): 🔻أي ألحق مكرك بأعدائي، وارزقني الحيلة السليمة والفكر القويم للسلامة من شرهم ودفع كيدهم، بحيث لا يشعر العدو بما هديتني إليه من سبل دفع كيدهم وعداوتهم.

🌾 والسادس قوله:(ولا تمكر علي)
🔻: أي ولا تهد عدوي إلى طريق دفعه إياي عن نفسه.


🌾 والسابع قوله:(واهدني):
🔻أي دلني على أبواب الخيرات، ومُنّ علي بالعلم النافع، وبصِّرني بعيوب نفسي.

🌾 والثامن قوله:(ويسِّر الهدى لي):
🔻أي وسهل لي اتباع الهداية وسلوك طريقها، وهييء لي أسباب الخير؛ حتى لا أستثقل الطاعة، ولا أشتغل عن العبادة.


🌾 والتاسع قوله:(وانصرني على من بغى علي)
🔻: أي وانصرني على من ظلمني وتعدى علي.

🌾والعاشر قوله:(اللهم اجعلني لك شاكرًا):
🔻 أي ألهمني شكرك على نعمائك، وآلائك علي.

🌾 والحادي عشر قوله:(لك ذاكرًا): 🔻أي في الأوقات كلها قائمًا، وقاعدًا، وعلى جنب.


🌾 والثاني عشر قوله:(لك راهبًا): 🔻أي خائف منك في السرَّاء والضرَّاء.

🌾 والثالث عشر قوله:(لك مطواعًا):
🔻 أي كثير الطوع؛ وهو الانقياد والامتثال والطاعة.


🌾 والرابع عشر قوله:(لك مخبتًا): 🔻من الإخبات وهو الخشوع والتواضع والخضوع، والمعنى: اجعلني لك خاشعًا متواضعًا خاضعًا.


🌾 والخامس عشر قوله:(إليك أواهًا منيبًا):
🔻الأواه هو: كثير الدعاء والتضرع والبكاء
🔻والمنيب هو: التائب الراجع إلى الله في أموره.

🌾 والسادس عشر قوله:(رب تقبل توبتي):
🔻 أي بجعلها صحيحة بشرائطها، واستجماع آدابها.

🌾والسابع عشر قوله:(واغسل حوبتي):
🔻أي وامح ذنبي وإثمي.

🌾 والثامن عشر قوله:(وأجب دعوتي):
🔻 أي دعائي.


🌾والتاسع عشر قوله:(وثبت حجتي):
🔻 أي على أعدائك في الدنيا والعقبى، وثبِّت قولي وتصديقي في الدنيا وعند سؤال الملكين.


🌾 والعشرون قوله:(واهد قلبي): 🔻أي إلى معرفة ربي، ومعرفة الحق، والهدى الذي أمر به وبعث به رسله.


🌾 والحادي والعشرون قوله:(وسدد لساني):
🔻أي صوِّب وقوِّم لساني حتى لا ينطق إلا بالصدق والقول السديد.


🌾 والثاني والعشرون قوله:(واسلل سخيمة صدري):
🔻 أي وأخرج سخيمة صدري؛ وهي غشه وغله وحقده وحسده ونحوها مما ينشأ من الصدر ويسكن في القلب من مساويء الأخلاق.


⬅ وبهذا الشرح الموجز لما اشتمل عليه هذا الدعاء من المسائل العظيمة والمطالب الجليلة؛ يتبين عظم هذا الدعاء،
⬅وأنه مما ينبغي حفظه، وملازمة التضرع به إلى الله،

🌾وقد ذكر الحافظ البزار في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية: أن هذا الدعاء كان غالب دعاؤه -رحمه الله-.
-------🌾~~~~~~~
🔻 من كتاب فقه الأدعية والأذكار للشيخ/ عبد الرزاق البدر -حفظه

دعاء جميل من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم

حدثنا أبو خيثمة حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن سلمة عن كريب عن ابن عباس قال:

نور الدين زنكي


اليوم أكملت لكم دينكم

وقفت مع هذا الدعاء وراجعت مايقابله بالقران الكريم
فتهادت سورة المائدة لتحكي لي القصة عبر آية مجيدة قال عنها احد علماء أهل الكتاب
لو نزلت علينا لاتخذناها عيدا لنا قال تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا
فقال فاروق الامة سبحانك ماذا بعد الايمان الا الضلال وماذا بعد الكمال الا النقصان
وردد المصطفى رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلوات ربي وسلامه عليه نبيا ورسولا
والسؤال الذي يطرح نفسه هل من قالها سيأخذ رسول الله بيده الى الجنة صلوات ربي وسلامه عليه بالحقيقة حظي بها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم
مشبكا يديه الشريفتين بيد ابى بكر الامينة المنفقة المبايعة وكذلك عمر يده المستلة سيف الحق
تريد ان تبطش بكل منافق ومنافقة ويد العدالة التي دوت في مشارق الارض ومغاربها
يدان صادقتان دافعتا عن الاسلام وحماه بكل مااوتيت من قوة وخير وبذل وعطاء
هكذا ندخل الجنة
بكيت على ايدينا المسرفة المفرطة كيف لها ان يأخذ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليدخلها الجنة هل قلناها كما قالها ابو بكر وعمرا
هل فرحنا بهذا النشيد وهذه الاية كمافرحوا بها وشكروا الله عليها
هل استشعرنا فضل الله خالقنا ومربينا بنعمه وخير نعمه أحمدا وقرانه المجيد
هل افتخرنا يوما اننا من اصحاب القران ومن امة محمدا فزهت ارواحنا فرحا ونسينا زحمة الحياة وهمومها
هل أفرحنا الاخرين بفرحة التوحيد والصلاة على احمدا
ام اعتذرنا للاخرين اننا ازعجناهم بأننا ذكرناهم بلقاء الله والجنة ونعيمها والنار وعذابها
حتى أصبحنا غرباء نواسي انفسنا بقوله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء
ونحلم بأننا بهذا الترداد الببغاوي اننا سيؤخذ بأيدنا بيد احمدا
ان هذا ليس في ميزان عدل ولا في مناط عقل الا انه الكريم العفو ليعفو عنا ان يرزقنا
مايرضيه عنا هذا ماعشته مع نعيم هذا الدعاء ورجوت فيه عفو الغفور الشكور الودود
وبدأت أصلي على محمدا عسى ان يبلغنا الكريم شفاعته وان يدخلنا جنة الخلد بعفو الاله الاعظمَ🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

ما الفرق بين كلمتي (أكملت)  و    (أتممت)؟

ما الفرق بين كلمتي
(أكملت)  و    (أتممت)؟
●في قوله تعالى:
(اليوم أكملتُ لكُم دينكُم وأتْممتُ عليكُم نعمتي)
● أكمل الأمْـرَ:
أي أنهاهُ على مـراحل مُتقطّعة، بينها فواصل زمنيّة..
● فالذي عندهُ أيّام إفطار في رمضان وعليه صيامها فيما بعد، لديه فرصة 11 شـهراً لقضائها، ولو على فترات متقطّعة، لذلك قال تعالى : (ولتُكْـملوا الـعِدّة).
● أما أتـمّ الأمـر:
يجب أنْ لا ينقطع العمل حتّى ينتهي.
● فلا يجوز مثلاً :
الإفطار أثناء النهار، في صيام رمضان، ولو لفترة قصيرة جدّاً،
● لذلك يقول الله تعالى:
  (ثُمّ أتِمّـوا الصـيام إلى الليل)؛ ولم يقل (أكملوا).
● وكذلك لا يجوز للإنسان أن يتحلّل مِنَ الإحرام في الحجّ حتى ينتهي من شعائره.
● لذلك يقول الله تعالى: (وأتمّوا الحجّ والعُمرة للّـه)، وليس أكملوا الحجّ.
● فلماذا الدين [ اُكْمل ]؛
بينما النعمة [ أُتِمّت ] ؟
● لأنَّ الدين نزل على فتراتٍ متقطّعة، على مدى 23 عاماً.
● ولكن المُلفت والجميل أن نعمة الله لم تنقطع أبدا..  فقال: (وأتممتُ عليكُم نعمتي)
● فـنِعْمـةُ اللّه لمْ تَنقطع، ولا حتى ثانية واحدة على هذه الأمّة

وقفات في سورة النحل

: سورة النحل (مكية) نزلت بعد الكهف، وهي في المصحف بعد سورة الحجر. عدد آياتها 128  آية، وهي باتفاق الكثير من العلماء: سورة النعم.

أذكرها... واشكرها..
لو أحضر أحدنا ورقة وقلماً وظل يكتب نعم الله عليه، ثم قرأ سورة النحل، فسيجد كل ما كتبه من نعم... وإذا قرأ السورة ودوّن في الورقة كل ما يصادفه في آياتها من نعم، سيرى أن هذه النعم تشمل كل ما قد يخطر على باله...

فهي سورة النعم. تخاطب قارئها قائلة: أنظر لنعم الله تعالى في الكون! من النعم الأساسيّة (ضروريّات الحياة)، إلى النعم الخفيّة التي يغفل عنها المرء وينساها وحتى التي يجهلها.. كل أنواع النعم، وبعد عرض كل مجموعة من النعم تأتي آية فاصلة، تذكيراً بأن المنعم هو الله [وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ ٱلله] (53)، أو [وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱلله لاَ تُحْصُوهَا] (18)، وهناك آيات عديدة في السورة تفصل بين مقاطع النعم المختلفة لتحذّر من سوء استخدام النعمة بأن تستعمل في معصية الله تعالى، وبالمقابل تحثّ المرء على شكر نعم الله تعالى عليه وتوظيفها فيما خلقت له..

سورة إبراهيم وسورة النحل
وقد يقول قائل: إن سورة إبراهيم تحدثت عن نعم الله، فما علاقتها بسورة النحل؟

سورة إبراهيم ركّزت على نعمة واحدة فقط: الإيمان (وكان محورها أن نعمة الإيمان أهم نعمة من نعم الله). أما سورة النحل، فقد اشتملت على نعم الله كلها، من أبسط أمور الحياة إلى أهم نعمة والتي هي الإيمان والوحي، لذلك بدأت السورة بنفس النعمة التي بدأت فيها سورة إبراهيم: الوحي. [الر كِتَابٌ أَنزَلْنَـٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبّهِمْ...] (1) وهنا [يُنَزّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآء مِنْ عِبَادِهِ] (2).

عرض مستمر
تبدأ السورة بعرض نعم الله تعالى:
· نعمة الوحي وهي أوّل النعم في السورة [يُنَزّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُواْ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلا أَنَاْ فَٱتَّقُونِ] (2).

· نعمة إيجاد السماوات والأرض [خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقّ تَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ] (3)..

· نعمة خلق الإنسان [خَلَقَ ٱلإِنْسَـٰنَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ] (4).. فالروح التي بداخلك هي نعمة من الله، بعد أن خلقك وأوجدك من العدم...

· نعمة الأنعام للغذاء والملبس والتنقلات [وَٱلأَنْعَـٰمَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنَـٰفِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ] (5)... ثم [وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ] (8)... فهذه الآية تشمل وسائل النقل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وتشير إلى كل وسائل النقل الحديثة في عالمنا في قوله [وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ] فهي تشمل الطائرات والسيارات و... وكلها من أجل نعم الله علينا.

· نعمة الماء المنزّل من السماء [هُوَ ٱلَّذِى أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاء مَآء لَّكُم مَّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ] (10).

· نعمة الزرع [يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَـٰبَ وَمِن كُلّ ٱلثَّمَرٰتِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] (11).

· نعمة تسخير الكون للإنسان [وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرٰتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ] (12).
إن كل هذا الكون بعظمته مسخّر لحضرتك حتى تعيش وتحقق أمانة الاستخلاف... فتخيّله بدون نعمة التسخير لحياة الناس. تخيّل الأرض بدون أوكسجين، أو من غير شمس تعطينا الضوء والدفء...

· نعمة تجميل الأرض [وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِى ٱلأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ] (13).. إنها نعمة يراها الناس كل يوم ولكن للأسف يغفلون عنها. لقد اعتدنا على النعم وألفناها، فتأتي السورة لتهز النفوس من جديد وتلفت نظرنا إلى آيات الله في الكون.

مزيد من النعم
وبعد ذلك تحدثنا الآيات عن نعم جديدة، يخرجها رب العالمين من حيث لا نتصور، ومنها:

· نعمة تسخير البحر [وَهُوَ ٱلَّذِى سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا..] (14).. فهل يتصور أحد أن البحر الهادر المخيف يخرج اللحم الشهي؟ إنّ مشكلة الإنسان تكمن في أنه قد اعتاد النعمة وألفها... فتأتي سورة النحل لتقول للناس تفكّروا في نعم الله تعالى عليكم وجدّدوا إحساسكم بها وشكركم لله عليها...

· نعمة خلق الجبال.. [وَأَلْقَىٰ فِى ٱلأَرْضِ رَوَاسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ..] (15) فقد جعل الله الجبال أوتاداً لتثبيت الأرض من الزلازل كما أثبت العلم الحديث.

· نعمة خلق النجوم [وَعَلامَـٰتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ] (16)... فهذه النجوم تدلنا على الاتجاهات أثناء السفر بالإضافة إلى اتجاه القبلة.

· نعمة ألبان الأنعام [وَإِنَّ لَكُمْ فِى ٱلأَنْعَـٰمِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مّمَّا فِى بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ] (66).. فهل تصوّر أحدنا المكان الذي يخرج منه اللبن نقياً طيب الطعم والرائحة، من بين الدم والروث...؟ ومع ذلك فإنّه يخرج خالصاً نقيّاً لا يوجد فيه قطرة دم واحدة ولا قطرة أذى! [لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ].

· نعمة العلم والسمع والأبصار [وَٱلله أَخْرَجَكُم مّن بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا] (78) ثم أعطانا أدوات العلم [وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَـٰرَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ] (78)..

· نعمة الطير [أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ ٱلطَّيْرِ مُسَخَّرٰتٍ فِى جَوّ ٱلسَّمَآء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلله إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ] (79)

فمن منا يعتبر ويشكر؟ ومن منا يوظّف هذه النعم فيما يحبّه الله ويرضاه؟

استعمال النعم في غير أهدافها
ولأن هدف السورة لا يقتصر على تعداد النعم، بل يركز على استخدام هذه النعم وتوظيفها لما خلقت له، فإننا نرى بعد كل موجة من ذكر النعم آيات تحذّر من سوء استخدام النعمة (الآيات 19 - 29).

فمثلاً الآية (24) تنكر على من لا يقدّر نعمة الوحي بل يكذّبها: [وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ] فكانت عاقبتهم وخيمة [لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ...] (25).

والآية التي بعدها تصوّر لنا مشهداً رهيباً لمن جحد بأنعم الله:
[قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱلله بُنْيَـٰنَهُمْ مّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَـٰهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ] (26).

وبالمقابل، تأتي الآيات التي بعدها مباشرة (30 - 32) لتبشّر من أحسن استخدام النعم، [وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا...] فانظر إلى هذا المدح الرباني لمن قدّر نعمة الوحي وعرفها في مقابل الذين كذّبو بآيات الله (الآية 24). وتأتي الآية (32):
[ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ طَيّبِينَ يَقُولُونَ سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ].
أيضاً في مقابل الآية (28) [ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ ظَالِمِى أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوء..].

نعمة الرسل والهداية
نعمة مهمّة يتكرر ذكرها في السورة: إنها نعمة الرسل والهداية:
[وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱلله وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّـٰغُوتَ] (36) فإرسال الرسل إلى البشر بشرع الله ومنهجه هو أعظم نعمة على الناس في كل العصور.

[وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى إِلَيْهِمْ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ & بِٱلْبَيّنَـٰتِ وَٱلزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] (43-44).

هل كتبت بين النعم التي منّ بها الله عليك، إرسال النبي صلى الله عليه وسلم إلينا؟
وإنزال القرآن الذي نقرأه ونعيش مع آياته ومعانيه؟... وهل فكرت
يوماً في تطبيق أوامر القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بنية شكر ربنا على هاتين النعمتين العظيمتين؟

وما بكم من نعمة فمن الله
وبعد ذكر النعم المتتالية، تأتي آية محورية وفاصلة لتعقب عليها: [وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ ٱلله] (53)

لتلفت النظر إلى أن استشعار النعمة هو بداية التمهيد لشكر الخالق، فالنِعمة قيدُها الشُكر، والشكر ضمانة لاستمرار النعم [لَئِن شَكَرْتُمْ لازِيدَنَّكُمْ] (إبراهيم، 7).

فلو أرجع الإنسان كل ما في حياته إلى أصله فإنّه سيجد أنّه لا يملك شيئا.. من أول حاجياته الأساسية (من لباس ومأكل ومشرب) إلى آخر مستجدات التكنولوجيا الحديثة (من مركبات فضائية وكومبيوتر وسيّارات..). فكلها تعتمد على المواد الأولية التي سخّرها الله لنا، وكلها نتاج العقل البشري، الذي هو أعظم نعمة أعطانا إياها ربنا.

إبراهيم عليه السلام: شاكراً لأنعمه
وتختم السورة بقصّة شخص شاكر لأنعم الله، إنه سيّدنا إبراهيم عليه السلام، والملفت أن السورة وصفت سيدنا إبراهيم بإحدى أهم صفاته التي تخدم هدف السورة: [شَاكِراً لأَنْعُمِهِ] (121).

وبعد أن أصبح شاكراً لأنعم الله [ٱجْتَبَـٰهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ] (121).

سبب تسمية السورة
وكما عوّدناكم مع كل سورة، يبقى سؤال مهم: لماذا سمّيت هذه السورة بسورة النحل؟ إن هذه السورة لم تسم باسم النعم التي ملأتها ولكن باسم النحل، فلماذا؟

يقول تعالى [وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِى مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ & ثُمَّ كُلِى مِن كُلّ ٱلثَّمَرٰتِ فَٱسْلُكِى سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآء لِلنَّاسِ] (68 - 69).

أولاً إن النحل وتنظيم مملكته وطريقة إخراجه للنحل هي نعم عظيمة من نعم الله وآياته في الكون.

ثانياً، إن الآيات قد بدأت بقوله تعالى [وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ]، فهي تشير إلى اتباع النحل للوحي الرباني وطاعتها لله واستعمالها لإرشادات الوحي لتنفيذ ما كلفت به بدقة [ٱتَّخِذِى... كُلِى... فَٱسْلُكِى...].

فكان النحل نموذجاً لتوظيف النعمة طاعة لله، فلما أطاع الله ونفّذ أوامره، أخرج الله من بطونه عسلاً شافياً ومفيداً للأرض كلّها... ولاحظ دقة التعبير القرآني في كلمة [يَخْرُجُ]، ولم تقل الآية (فاخرجي عسلاً)، لأنها لما اتبعت الوحي وطبقت منهج ربنا خرج عسل مفيد ونافع، وكذلك الوحي، ينزل على الأمة، فإن التزمت بأوامر الله واتبعت الوحي، فسيخرج عسل الهداية والنور للمجتمع.

ومن اللطيف في مملكة النحل: اعتمادها على الإناث بشكل أساسي، وحتى النداء القرآني لها [كُلِى.. فَٱسْلُكِى..] كان بصيغة المؤنث، لأن الذكور لا عمل لهم إلا تلقيح الملكة، بينما يقع الدور الأساسي في العمل والبناء وإخراج العسل على الإناث.

القرآن والعسل... شفاء للأرواح والأبدان
ومن روعة القرآن أيضاً، أن كلمة الشفاء لم ترد في القرآن كله إلا مرتين: مرة عن العسل ومرة عن القرآن،... فالقرآن فيه شفاء للناس كالعسل تماماً... والله تعالى في هذه السورة عدّد علينا نعماً كثيرة (وأهمها الوحي) وحذّرنا من سوء استخدامها... فلو أحسنا استخدام نعمة العسل فسوف نشفي أبداننا، وبالمقابل لو أحسّنا استخدام القرآن لكان في ذلك شفاء للعقول والقلوب والأرواح...

قدم ثمن العسل
كانت هذه سورة النحل سورة النعم، فإذا علمت أن سورة النحل هي سورة النعم، وتذكرت نعم الله عليك ثم لم تشعر بكل جوارحك وبكل ذرة من جسمك بأنّك بحاجة إلى أن تشكر الله... فينبغي أن تراجع نفسك..لأنك بهذا لم تستفد من سورة النحل... إنها سورة الحمد، سورة معرفة نعم الله وشكره...

وينبغي أن نسأل أنفسنا، هل نحن قد وظّفنا نِعم الله في مرضاته، أم نستخدمها في معصية... فإذا كان الإنسان يستخدم نعم الله في معصيته فليخف من الآية [وَضَرَبَ ٱلله مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱلله فَأَذَاقَهَا ٱلله لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون] (112)..

فالذي يعصي الله تعالى مستخدماً نعمه فسيعيش حياةً غير آمنة وسينقص رزقه ويعيش في فقر وجوع وخوف... ولذلك كان من أهم منن الله تعالى على قريش: [فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ & ٱلَّذِى أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ وَءامَنَهُم مّنْ خوْفٍ]... (قريش، 3-4)

مشروع عملي
ما رأيكم أن نتبع قراءتنا لهذه السورة بمشروع عملي، يزيد من إحساسنا بنعم الله وتفاعلنا مع سورة النحل؟

اقرأ سورة النحل، ثم تتبّع النعم المذكورة فيها واكتبها كلها، وترجم هذه النعم إلى حياتك الخاصة بأمثلة محددة (كالستر مثلاً أو العائلة أو الغذاء). بعد ذلك كله تفكّر في كيفية توظيف كل هذه النعم في طاعة الله، تكون قد حققت مراد الله منك في هذه السورة، والله