Saturday, January 26, 2019

سورة الأنفال ( الآية ٢٢،٢٣)

(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ)[الأنفال  آية: 22]

[التفسير الميسر]
( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ  (22)) 
إنَّ شر ما دبَّ على الأرض -مِنْ خَلْق الله- عند الله الصمُّ الذين انسدَّت آذانهم عن سماع الحق فلا يسمعون, البكم الذين خرست ألسنتهم عن النطق به فلا ينطقون, هؤلاء هم الذين لا يعقلون عن الله أمره ونهيه.

[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]

(وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ)[الأنفال  آية: 23]

[التفسير الميسر]
( وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ  (23)) 
ولو علم الله في هؤلاء خيرًا لأسمعهم مواعظ القرآن وعبره حتى يعقلوا عن الله عز وجل حججه وبراهينه, ولكنه علم أنه لا خير فيهم وأنهم لا يؤمنون, ولو أسمعهم -على الفرض والتقدير- لتولَّوا عن الإيمان قصدًا وعنادًا بعد فهمهم له, وهم معرضون عنه, لا التفات لهم إلى الحق بوجه من الوجوه.

[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]

كنا وما زلنا مع سورة الانفال المباركة بغزوة بدر الكبرى التي هي تفاؤل لكل من حزن على 
فراق البشرية لهذا الدين العظيم لكن هذه السورة أملت كل يائس وطمأنت كل مؤمن حزين 
وأن النصر آت ولو اعترض طريقه المنافقون وكأنها سنة الله في أرض الإبتلاء 
وقد شبههم القرآن الكريم ببهائم لهم سمع خاص بهم كسمع البهائم .التي لاتعقل 
فهي في حالة إضطراب مستمر واهتزاز عجيب كم ا وصفهم القرآن الكريم في آية كريمة 
ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى 
يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا مذبذبين بين ذلك لاالى هؤلاء ولا الى هؤلاء 
ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا 
حالة مستعصية لاعلاج لها ان يكون العبد في حالة ذبذبة لايعرف ماذا يريد 
ولماذا لأنه أبكم لايقر بالحق لنفسه قال تعالى إنظر كيف كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ماكانوا يفترون 
ولماذا لأنهم لم يستعلموا عقولهم التي وهبها الله لهم لذلك وضحت لنا الاية ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم وكيف سيكون فيهم خيرا فقد أسمعهم الله ولكنهم أعرضوا عن الحق 
بمحض إرادتهم فقد شهد الله عليهم وأظهر سرهم وعلانيتهم وتجرؤهم على الحق وأهله 
ولذلك شهد القرآن الكريم عليهم في موطن آخر قال تعالى ام تحسب أنهم يسمعون أو يعقلون ان هم الا كالأنعام بل هم اضل سبيلا سورة الفرقان اية٤٤
فالحيوان ينتفع به أما هؤلاء فهم الفاسدون المفسدون في الارض 
اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولانا فيمن توليت 
كريم عفو تحب العفو فأعف عنا ياكريم واستأنف القلم بمداده ليعلن عن حقيقة كثيرا ماتغيب عن ذهننا ان القرآن الكريم عندما وضح وفصل وبين حقيقة هؤلاء 
ليرينا فضله علينا ونستشعر هذه النعم العظيمة التي أكرمنا بها من قلب موحد شاكر 
ولسان ذاكر وجوارح تمضي وتسارع في الخير فلا تعرف النعمة الا بنقيضها 
ومن عظمة وبديع النسق القرآني أنه لم يذكر اسم واحد من هؤلاء المنافقين والمجرمين 
يعلمنا الادب بقمته كيف نتجنب الفساد والمفسدين ونحن نرتل قوله تعالى 
ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين 
وندع حساب البشر لرب العالمين وهذا مقتضى العبودية من العبد الاواه المنيب 
لرب السموات ورب الارض ورب العرش الكريم

اللهم اني أسألك من فضلك ورحمتك فإنه لايملكها الا انت


Sent from my iPhone

No comments:

Post a Comment