Monday, January 7, 2019

سورة الأنفال ( آية 16)

(وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)[الأنفال  آية: 16]
[التفسير الميسر]
( وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ  (16))
ومن يُوَلِّهم منكم ظهره وقت الزحف إلا منعطفًا لمكيدة الكفار أو منحازًا إلى جماعة المسلمين حاضري الحرب حيث كانوا, فقد استحق الغضب من الله, ومقامه جهنم, وبئس المصير والمنقلب.
[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]
آية تحمل بين طياتها معان كثيرة وخاصة في لفظة زحفا أخذت بمجامع قلبي وعقلي
خطاب ونداء موجه للفئة المؤمنة من خالقها ومربيها ومعلمها الرفق والود والوئام
عندما وصفهم بالايمان ولسان الحال يقول انتم في أمان الله وضمانه وحرزه وكنفه ورعايته اي فرحة هذه عندما تعلمين أنك مع الايمان سيكون كل هذا
وان الله تقبل اسلامك وأعمالك فنادى على هذه الفئة ياأيها الذين آمنوا
وماذا بعد هذا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار
الاية تصف لنا جيش المؤمنين تقابل مع جيش الكافرين وقد جمعوا جموعهم
وزحفوا بكل مالديهم من عدة وعتاد لقتالكم فعليكم بالصبر والثبات
والقران الكريم يفسر بعضه بعضا ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا
وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله
الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن  الله ذو فضل على العالمين
وقد ترجمت لنا هذه الايات بمشهد قرآني واضح لكل من تدبر الايات الكريمة في ثبات
الفئة القليلة الصادقة الصابرة وسبحان الله التاريخ يعيد مجراه
كان عدد أهل بدر كعدد جيش طالوت وقد ابتدره آنذاك نبي الله داود عليه الصلاة والسلام
وكان النصر المؤزر من الله تعالى
وهنا في غزوة بدر كان بدرها سيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه وأيده الله بنصره
وبالمؤمنين قال تعالى هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين
ومسك الختام في لفظة زحفا كان لها وقعا رائعا في أعماقي لأنها قادتني إلى
مفاد خطير الا وهو كيف تزحف في عصرنا هذا فتن عظيمة كقطع الليل المظلم تجعل الحليم حيران وتحيط بالمؤمنين من كل جانب ووجف قلبي وبكى دمع عيني
وسال مداد قلمي بمناجاة خالقي ربي نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد
ونسألك حسن عبادتك وشكر نعمتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا اذا زحفت عليه الهموم ثبت أمامها واستغاث بالكبير المتعال القوي المتين ان ينجيه من تمحيص الصدور
وابتلاء القلوب ووساوس الشياطين ويواجهها بطول القنوت والسجود
واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقو ربهم
وأنهم اليه راجعون فهم يوقنون ان الله قد احصاه وكل شيء فعلوه في الزبر
وكل صغير وكبير مستطر إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر
تدبرت هذه الايات فأثمرت في قلبي وخطها مداد قلمي 
إيانا ان نعرض بظهورنا عن فعل الخيرات من إغاثة لهفان 
او عيادة مريض 
او مواساة حزين او قضاء حاجة لمن بلغني أمره ان استطعت الى ذلك سبيلا 
او إدخال سرور على قلوب الاخرين وخاصة الاطفال والمسنين 
وكثيرا من يفهم الحياة ان ينام على الطرف الذي يريحه ولو على حساب حرمان الاخرين 
او عدم الاكثراث بمشاعر الاخرين وهذا منزلق خطير وقعت به الامة وأصبحت في وضع 
مأساوي لاتحسد عليه وهذا مالا يرضي الله ورسوله وتبلدت المشاعر وانكسرت القلوب 
وتقطعت الارحام وعمَّ العقوق ولا حول ولا قوة الا بالله 
اللهم لاترانا حيث تنهانا وانت السميع البصير ولا تفتقدنا حيث أمرتنا وانت بكل شيء محيط


No comments:

Post a Comment