Saturday, January 26, 2019

سوره الأنفال الآيه ٢١



( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ  (21)) 
ولا تكونوا أيها المؤمنون في مخالفة الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم كالمشركين والمنافقين الذين إذا سمعوا كتاب الله يتلى عليهم قالوا: سمعنا بآذاننا, وهم في الحقيقة لا يتدبرون ما سمعوا, ولا يفكرون فيه.

[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]

خير مااستهل به حديثي قوله تعالى قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والابصار 
والافئدة قليلا ماتشكرون 
إنها شهادة الله على عباده ان زودهم الله بأكرم الحواس التي هي كانت مناط تكريمه 
وفي نفس الوقت مناط ابتلاؤه قال تعالى هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئاً
مذكورا ؟؟؟!! إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا

والسور في القران الكريم يكمن الاعجاز فيها أنها توضح لنا ماشرعه الله لنا بأسلوب أعجز العرب وغيرهم ان يأتوا بمثله فما استطاعوا اليه سبيلا
وقد ركز القرآن الكريم على أهمية السمع والبصر والافئدة مفادها مناط التكليف 
قال تعالى ولا تقف ماليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا 
وهنيئاً لمن استعملهم كما يحب ربنا ويرضى 
ومما يلفت اليه الانتباه ان القرآن حفل كثيرا بأهمية السمع والبصر والافئدة فما تكاد سورةإلا تصور دورهم في حياة المرء في الدنيا والاخرة والمقام لايتسع لإحصائها 
لكن سبحان من أكرمنا بشكر الله على هذه النعم العظيمة فما من عبد يدعو الله بهذا الدعاء 
في الصباح والمساء اللهم ماأصبح بنا من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لاشريك لك فلك الحمد ولك الشكر 
لكن هذا شكر رواية علمنا إياها صلوات ربي وسلامه عليه لكن هناك شكر دراية يتعلق  بأن يستعمل العبد هذه النعم المتعلقة ببعضها من سمع وبصر وقلب 
قال تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد 
وكأن هذه النعم خلقت لتستمع وتنعم بتلاوة كتاب الله وتبصر من خلال منهجه القويم 
وشرعه العظيم ويزهر القلب بفقه كتاب الله المجيد ويثمر بكل خير ويسير معه هذا الخير 
حتى يرى مقعده من الجنة 
والقرآن الكريم له اسلوب المقابلة حتى يميز العبد الخير من الشر فقد ذكر القرآن الكريم ان هناك فئة من البشر لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لايسمعون بها قال تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين 
لايبصرون بها ولهم آذان لايسمعون بها أولئك كالانعام بل هم أضل سبيلا 
اما الفئة المقابلة لهؤلاء قال تعالى الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين 
هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب )سورة الزمر آية ١٨ 
كان هذه مقدمة سارع اليها مداد القلم لقوله تعالى ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لايسمعون رحماك ربي كريم عفو تحب العفو فأعف عنا

كنا وما زلنا مع سورة الانفال وسبحان الله الانفال هي الغنائم التي يغنمها المسلمون عبر جهادهم وكم غنمنا نحن من خير هذه السورة التي توضح لنا فضل الله على عباده المؤمنين وصلنا الى الفئة التي لاتسمع السماع الحقيقي قال تعالى ولا تكونوا كالذين قالوا 
سمعنا وهم لايسمعون 
هم يملكون حاسة السمع ويسمعون مايشتهون وقد ألفوا النعمة لسنين طويلة 
وحسبوا أنها لاتزول وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون
والقرآن يفسر بعضهم بعضا قال تعالى ألم تر أنا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا 
فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا 
لعلنا نتساءل لماذا أُرسل الشياطين على هؤلاء لنعلم ان لله الحجة البالغة عندما استعملوا 
أسماعهم لمزامير الشياطين ولغو الكلام وفحشه كنتيجة عادلة ان تتملكهم الشياطين 
وتوسوس لهم وكأنها أصبحت مأوى للشياطين تؤزهم أزا فحجبت عنهم سماع الحق 
ويسعفني مداد القلم ان يخط لي فكرة معاصرة ان كثيرا من المسلمين والمسلمات 
اوصيهم بسماع القرآن فيجيبون أننا لانستطيع سماع القرآن يصيبنا اما النوم او الصداع 
ونرى صدورهم ضيقة ونراهم يحبون سماع لغو الكلام والقصص الوهمية والقيل والقال
وأحاديث الناس والافلام وقد وصفهم القران الكريم 
ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا 
أولئك لهم عذاب مهين 
🔶وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها 
كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم 🔶سورة لقمان اية ٦ و٧ 
هذه الايات نزلت في النضر بن الحارث الذي كان يسافر الى بلاد فارس ويأتي بقصص 
مثل ألف ليلة وليلة وغيرها وكان يتبع رسول الله في مجالسه وعندما ينتهي الحبيب من دعوة القوم الى التوحيد والاسلام ويتلو عليهم القرآن 
فيهمش عليه ويقول انا أحدثكم أحاديث أجمل وأفضل من أساطير محمد ويفتن الناس 
بقصصه البالية ويحيدهم عن الحق 
والتاريخ يعيد مجراه وقد فتن الناس اليوم بالاعلام وفرحوا به وانصرفوا عن كتاب الله 
حتى ان كثيرا من المسلمين يتابعون كل ماهب ودب من الاعلام 
ويمرون على مواقع ايمانية او برنامج القران العظيم او الادعية فلا يرونها ولا يشتاقون اليها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا 
ولنعلم ان الاختبار الذي ينتظرنا في الدار الاخرة هو في كتاب الله وسنة رسول الله 
وماذا عملنا بهم من حيث الرواية والدراية والرعاية ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 
لنعلم ان الجزاء من جنس العمل قال تعالى وأمرت ان أتلو القران 
وإذا تعودت أسماعنا على سماع القران وتلاوته يزيدنا الله من فضله فيرشدنا 
الى درايته ويوفقنا الى رعايته اي تطبيقه ويحبنا ونحبه انه كلام الله تعالى البديع المجيد 
وهنيئاً لمن وفقه الله لهدي قرآنه الكريم تباركت ربي وتعاليت


Sent from my iPhone

No comments:

Post a Comment