Saturday, December 29, 2018

سورة الأنفال ( آية 13 و آيه 14)

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الأنفال  آية: 13]

[التفسير الميسر]
( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  (13))
ذلك الذي حدث للكفار من ضَرْب رؤوسهم وأعناقهم وأطرافهم; بسبب مخالفتهم لأمر الله ورسوله, ومَن يخالف أمر الله ورسوله, فإن الله شديد العقاب له في الدنيا والآخرة.

[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]

(ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ)[الأنفال  آية: 14]

[التفسير الميسر]
( ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ  (14))
ذلكم العذاب الذي عجَّلته لكم -أيها الكافرون المخالفون لأوامر الله ورسوله في الدنيا- فذوقوه في الحياة الدنيا, ولكم في الآخرة عذاب النار.

[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]

سبحانك اللهم وبحمدك الحمد لله على حلمك بعد علمك
لقد حلمت ربي على هؤلاء المعاندين ثلاثة عشر عاما في مكة أذاقوا المسلمين الاوائل
من التنكيل والتشريد والقتل والقهر وهم مكابرون لهذا الحق المبين
نزل القرآن الكريم بلغتهم إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
وحقيقة هم فهموه وتحداهم وأعجزهم وهاهو كبيرهم الوليد بن المغيرة عقله
ووصفه وصفا بديعا عندما تلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة فصلت
فاستعبر وقال عنه ان عليه لحلاوة وإن أعلاه لطلاوة وإنه ليعلو ولا يعلى عليه
وما هو بقول إنس ولاجن 
لكن كانت هناك هجمة ضارية من المعاندين المكابرين من كبراء قريش
ان عيروه باتباع اليتيم محمد صلوات ربي وسلامه عليه
فانتفض انتفاضة كبر وخيلاء واستكبار وقال عن القرآن ان هو الا سحر يؤثر يفرق بين الاب وابنه والاخ وأخيه وقد توعده القران الكريم في سورة المدثر توعدا عظيما سيصليه
سقر ولا ننسى هجرة المسلمين المستضعفين الى الحبشة وملاحقتهم لهم
ولاننسى إخراج رسول الله من مكة الى الطائف وما صنعه اهل الطائف به
ولولا حلم الله عليهم فحلم عليهم رسول الله وصبر قال قولته المشهورة عندما سأله جبريل
ومعه ملك الجبال ان يطبق عليهم الاخشبين قال الحبيب لا لعل الله يخرج من أصلابهم
من يوحد الله ويعبده
حقا إنك رسول الله وسيد المرسلين وخاتم النبيين الصادق الامين الصابر على مكابرتهم
وشقاقهم ليرضى الله وتتهادى آيات كريمات لتصف لنا روعة رسول الله في حلمه
وصبره وكظم غيظه مشفق على امته من عذاب الله
وليعلمنا الحبيب كيف نواجه الاخرين في جهلهم وضياعهم ونحلم على من يجهل علينا
لكن لانحلم على من يجهل على دين الله انصر أخاك ظالما او مظلوما قالوا عرفنا كيف ننصره مظلوما لكن كيف ننصره ظالما قال أوقفه عن ظلمه
وهنا جاءت نصرة الله لكل من الظالم والمظلوم في غزوة بدر الكبرى جاء سيف الحق ليبتر
الظلم وأهله ويدحضه فإذا هو زاهق هاهم الذين شاقوا الله ورسوله وحاربوه بكل ماأوتوا
لم يخطر في بالهم يوم ان يمتطوا جواد الكبرياء والتصميم على منازلة وقتال الرسول صلوات ربي وسلامه عليه في بدر ان ينزل الله بهم عذابا أليما موجعا
ويذلهم في القتل والاسر حتى ان أهل السماء ضجوا من ظلمهم وعتوهم
فآذنهم الله في قتالهم وكان هذا مقتضى عدله فيهم فهو الله له الاسماء الحسنى
والصفات العلى له الكبرياء والعزة وهو شديد العقاب لمن شاقه وعصاه بعد ان دعاه
كذلك العذاب ولعذاب الاخرة أكبر لو كانوا يعلمون
لقد ذاقوا الهوان والذل والاسر والقتل في الدنيا وسيستمر بهم الى بعد مماتهم أنهم أصحاب النار
اللهم أحسن عاقبتنا في الامور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة
اللهم لك الحمد بالاسلام بالقرآن بالايمان بالاحسان وجزى الله عنا نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه خير ماجزى نبيا عن أمته

سورة الأنفال ( آية 11, آية 12)

(إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)[الأنفال  آية: 11]

[التفسير الميسر]
( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ  (11))
إذ يُلْقي الله عليكم النعاس أمانًا منه لكم من خوف عدوكم أن يغلبكم, وينزل عليكم من السحاب ماء طهورًا, ليطهركم به من الأحداث الظاهرة, ويزيل عنكم في الباطن وساوس الشيطان وخواطره, وليشدَّ على قلوبكم بالصبر عند القتال, ويثبت به أقدام المؤمنين بتلبيد الأرض الرملية بالمطر حتى لا تنزلق فيها الأقدام.

[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]

هذه الاية الكريمة تصور لنا قديم إحسان الله ورعايته للفئة التي رضيت به ربا وبالإسلام دينا وبسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا
وفي نفس الوقت تبين قدرة الله في تمحيص الفئة المؤمنة قال تعالى سنة الله في خلقه
ولن تجد لسنة الله تبديلا ) آية ٦٢ سورة الأحزاب
قال تعالى وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين
فالتحميص لابد منه لأنه سبق بلام التوكيد وهذا للمؤمنين فقط
فالله عزيز في ملكه حكيم في تشريعه لا يسأل عما يفعل فهو الخالق المدبر أمره بين الكاف والنون وكيف لايكون ذلك ؟؟؟!!!
ونحن نرى تدبير عجيب في هذا المشهد القرآني من يتصور جيش بكامله ليلة معركة
كبرى قائدها سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
من رآه من بعيد هابه ومن عاشره أحبه يمن الله عليه بالقيام والقنوت بين يديه ليسمع
تضرعه وهو السميع العليم ومن كثرة الجهد والدعاء والبكاء بين يدي خالقه
أخذته غفوة ليحظى بالبشرى بقرآن مجيد يتهادى به جبريل عليه السلام في سورة القمر
لهذا البدر صلوات ربي وسلامه عليه سيهزم الجمع ويولون الدبر 
وتهلل  وجهه الشريف وازداد حسنا على حسن يزف البشرى لصحابته الكرام
أبشروا النصر النصر سيهزم الجمع ويولون الدبر وما معه في العريش الا الصديق
الذي صدقه دائما وأبدا
نعود إلى مشهد التكريم إذ يغشيكم النعاس أمنة منه أي أمانا من الله عليهم
ان يتقوا به على القتال وأمنهم بزوال الرعب من قلوبهم
وعندما ناموا وقع لهم الاحتلام وهو يوجب الغسل فجاءهم عدو الله إبليس ووسوس
لهم أنكم ستموتون وأنتم جنب فدحض الله كذبه وتداركتهم عناية الله
بأن أنزل غيثاً طيبا مباركا يحمل مع قطراته الرحمة وهي تسبح بحمد الله
لتغتسلوا من الجنابة وتتوضؤون وتسجدون لرب العالمين
ويذهب عنكم رجس الشيطان بهذا التطهير البديع من ماء فريد تهادى عليكم بمهمة
جليلة تناسب روعة جهادكم وصبركم وولاءكم لله ورسوله بقولكم سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير
والقرآن يفسر بعضه بعضا وكأن آياته عقد مرصع منضد  يؤازر بعضه بعضا
وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين
ومن أولى بهذا الوصف من أصحاب غزوة بدر الذين اطلع الله على قلوبهم التي صدقت
وثبتها بالصمود والشجاعة والإقدام حتى ان الارض التي هطل عليها هذا الماء
استجاب لأمر الله ان يثبت أقدام الفوارس بفرسانهم ويسدد السهام
ماأروعها من معركة ربها خالق السماء والارض وقائدها سيد المرسلين حراسها الصديق
وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة المردفين المسومين

(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)[الأنفال  آية: 12]

[التفسير الميسر]
( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ  (12))
إذ يوحي ربك -أيها النبي- إلى الملائكة الذين أمدَّ الله بهم المسلمين في غزوة "بدر" أني معكم أُعينكم وأنصركم, فقوُّوا عزائم الذين آمنوا, سألقي في قلوب الذين كفروا الخوف الشديد والذلة والصَّغَار, فاضربوا -أيها المؤمنون- رؤوس الكفار, واضربوا منهم كل طرف ومِفْصل.

[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]

آية جليلة في أحكامها بديعة في نسقها وكيف لايكون هذا ورب العرش العظيم
يتولى نصر جيش باع نفسه لله وهو قلة قليلة فإذا به قوة لاتضاهى
يبادرها خالق السماء بالتأييد والتمكين على من عاداهم سبحانك انت الكريم بذاتك
لماذا كل هذا نعم وأنعم برب كريم ينتصر لكل من عذب في سبيله انتصارا لاذل بعده
حتى لو استشهد المؤمن في هذا الموطن فما زالت السماء تحتفي به ان يسير مع مواكب الشهداء ليزف الى جنة عرضها السموات والارض والرحمن يضحك له أليس هذا نصرا يفوق كل نصر وهاهي ملائكة الرحمن تتهادى في موكب جليل بديع فريد من نوعه
وتطرب أسماع الصحابة بمن يتقدمهم من عالم الملائكة يهتف الملك على فرسه أقدم حيزوم وهو اسم لخير فرس يمتطيه ملك كريم
وتارة يرون الملك يتقدمهم ويجيشهم ويبشرهم بالنصر وأنهم ماضون معهم ويهتف بهم
سيروا فإن الله ناصركم ويظن المسلمون أنه منهم ليستأنسوا ويندفعوا معه
فإذا بهم يأسرون سبعين من صناديد قريش ويأسرون سبعين ومن رحمة الله في عباده
أمرهم للمؤمنين ان يضربوا فوق العنق فهو أخف أنواع الموت
فلا يمثلوا ولا يغدروا ولا يقتلوا طفلا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة
انما هدف المؤمن في القتال بتوجيه من الرحمن ان يستأصلوا شأفة الكفر وصناديده
وإما يضربوا فوق الاصابع لشل حركة العدو ضدهم
لاننسى ان المشركين في الجاهلية كانوا يمثلون في جدع الانوف وقطع الاذنين
وبقر البطن وهتف القلم بالدعاء على فرعون هذه الامة أبو جهل اللعين الذي بقر سمية خياط زوجة الصحابي ياسر وكانت اول شهيدة بالاسلام
ألم يضرب عدو الله عبدالله بن مسعود على وجهه وارتطمت اذنه من ذلك وهو يرتل سورة
الرحمن عند الكعبة المشرفة
وحقيقة تراءى أمام ناظري وطاف في خلدي اروع مشهد في تأييد الله لعبدالله بن مسعود وهو جالس على صدره يحز رأسه بعد ان قطع له اذنه ويقول له يارعيي تصغير راعي
لقد ارتقيت مرتقى صعبا عار علي ان تقتلني بسيفك اقتلني بسيفي
الله اكبر كبيرا انه جبروت الطاغوت وعاد عبدالله برأس هذا الطاغوت الى رسول الله
ويقول بأبي وأمي انت يارسول الله الاذن بالاذن والرأس زيادة
حقيقة اذا كان الله مع العبد فمن عليه
سبحانك ربي ماعبدناك حق العبادة وما سجدنا لك حق السجود