Saturday, December 29, 2018

سورة الأنفال ( آية 11, آية 12)

(إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)[الأنفال  آية: 11]

[التفسير الميسر]
( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ  (11))
إذ يُلْقي الله عليكم النعاس أمانًا منه لكم من خوف عدوكم أن يغلبكم, وينزل عليكم من السحاب ماء طهورًا, ليطهركم به من الأحداث الظاهرة, ويزيل عنكم في الباطن وساوس الشيطان وخواطره, وليشدَّ على قلوبكم بالصبر عند القتال, ويثبت به أقدام المؤمنين بتلبيد الأرض الرملية بالمطر حتى لا تنزلق فيها الأقدام.

[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]

هذه الاية الكريمة تصور لنا قديم إحسان الله ورعايته للفئة التي رضيت به ربا وبالإسلام دينا وبسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا
وفي نفس الوقت تبين قدرة الله في تمحيص الفئة المؤمنة قال تعالى سنة الله في خلقه
ولن تجد لسنة الله تبديلا ) آية ٦٢ سورة الأحزاب
قال تعالى وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين
فالتحميص لابد منه لأنه سبق بلام التوكيد وهذا للمؤمنين فقط
فالله عزيز في ملكه حكيم في تشريعه لا يسأل عما يفعل فهو الخالق المدبر أمره بين الكاف والنون وكيف لايكون ذلك ؟؟؟!!!
ونحن نرى تدبير عجيب في هذا المشهد القرآني من يتصور جيش بكامله ليلة معركة
كبرى قائدها سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
من رآه من بعيد هابه ومن عاشره أحبه يمن الله عليه بالقيام والقنوت بين يديه ليسمع
تضرعه وهو السميع العليم ومن كثرة الجهد والدعاء والبكاء بين يدي خالقه
أخذته غفوة ليحظى بالبشرى بقرآن مجيد يتهادى به جبريل عليه السلام في سورة القمر
لهذا البدر صلوات ربي وسلامه عليه سيهزم الجمع ويولون الدبر 
وتهلل  وجهه الشريف وازداد حسنا على حسن يزف البشرى لصحابته الكرام
أبشروا النصر النصر سيهزم الجمع ويولون الدبر وما معه في العريش الا الصديق
الذي صدقه دائما وأبدا
نعود إلى مشهد التكريم إذ يغشيكم النعاس أمنة منه أي أمانا من الله عليهم
ان يتقوا به على القتال وأمنهم بزوال الرعب من قلوبهم
وعندما ناموا وقع لهم الاحتلام وهو يوجب الغسل فجاءهم عدو الله إبليس ووسوس
لهم أنكم ستموتون وأنتم جنب فدحض الله كذبه وتداركتهم عناية الله
بأن أنزل غيثاً طيبا مباركا يحمل مع قطراته الرحمة وهي تسبح بحمد الله
لتغتسلوا من الجنابة وتتوضؤون وتسجدون لرب العالمين
ويذهب عنكم رجس الشيطان بهذا التطهير البديع من ماء فريد تهادى عليكم بمهمة
جليلة تناسب روعة جهادكم وصبركم وولاءكم لله ورسوله بقولكم سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير
والقرآن يفسر بعضه بعضا وكأن آياته عقد مرصع منضد  يؤازر بعضه بعضا
وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين
ومن أولى بهذا الوصف من أصحاب غزوة بدر الذين اطلع الله على قلوبهم التي صدقت
وثبتها بالصمود والشجاعة والإقدام حتى ان الارض التي هطل عليها هذا الماء
استجاب لأمر الله ان يثبت أقدام الفوارس بفرسانهم ويسدد السهام
ماأروعها من معركة ربها خالق السماء والارض وقائدها سيد المرسلين حراسها الصديق
وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة المردفين المسومين

(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)[الأنفال  آية: 12]

[التفسير الميسر]
( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ  (12))
إذ يوحي ربك -أيها النبي- إلى الملائكة الذين أمدَّ الله بهم المسلمين في غزوة "بدر" أني معكم أُعينكم وأنصركم, فقوُّوا عزائم الذين آمنوا, سألقي في قلوب الذين كفروا الخوف الشديد والذلة والصَّغَار, فاضربوا -أيها المؤمنون- رؤوس الكفار, واضربوا منهم كل طرف ومِفْصل.

[بواسطة تطبيق القرآن العظيم]

آية جليلة في أحكامها بديعة في نسقها وكيف لايكون هذا ورب العرش العظيم
يتولى نصر جيش باع نفسه لله وهو قلة قليلة فإذا به قوة لاتضاهى
يبادرها خالق السماء بالتأييد والتمكين على من عاداهم سبحانك انت الكريم بذاتك
لماذا كل هذا نعم وأنعم برب كريم ينتصر لكل من عذب في سبيله انتصارا لاذل بعده
حتى لو استشهد المؤمن في هذا الموطن فما زالت السماء تحتفي به ان يسير مع مواكب الشهداء ليزف الى جنة عرضها السموات والارض والرحمن يضحك له أليس هذا نصرا يفوق كل نصر وهاهي ملائكة الرحمن تتهادى في موكب جليل بديع فريد من نوعه
وتطرب أسماع الصحابة بمن يتقدمهم من عالم الملائكة يهتف الملك على فرسه أقدم حيزوم وهو اسم لخير فرس يمتطيه ملك كريم
وتارة يرون الملك يتقدمهم ويجيشهم ويبشرهم بالنصر وأنهم ماضون معهم ويهتف بهم
سيروا فإن الله ناصركم ويظن المسلمون أنه منهم ليستأنسوا ويندفعوا معه
فإذا بهم يأسرون سبعين من صناديد قريش ويأسرون سبعين ومن رحمة الله في عباده
أمرهم للمؤمنين ان يضربوا فوق العنق فهو أخف أنواع الموت
فلا يمثلوا ولا يغدروا ولا يقتلوا طفلا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة
انما هدف المؤمن في القتال بتوجيه من الرحمن ان يستأصلوا شأفة الكفر وصناديده
وإما يضربوا فوق الاصابع لشل حركة العدو ضدهم
لاننسى ان المشركين في الجاهلية كانوا يمثلون في جدع الانوف وقطع الاذنين
وبقر البطن وهتف القلم بالدعاء على فرعون هذه الامة أبو جهل اللعين الذي بقر سمية خياط زوجة الصحابي ياسر وكانت اول شهيدة بالاسلام
ألم يضرب عدو الله عبدالله بن مسعود على وجهه وارتطمت اذنه من ذلك وهو يرتل سورة
الرحمن عند الكعبة المشرفة
وحقيقة تراءى أمام ناظري وطاف في خلدي اروع مشهد في تأييد الله لعبدالله بن مسعود وهو جالس على صدره يحز رأسه بعد ان قطع له اذنه ويقول له يارعيي تصغير راعي
لقد ارتقيت مرتقى صعبا عار علي ان تقتلني بسيفك اقتلني بسيفي
الله اكبر كبيرا انه جبروت الطاغوت وعاد عبدالله برأس هذا الطاغوت الى رسول الله
ويقول بأبي وأمي انت يارسول الله الاذن بالاذن والرأس زيادة
حقيقة اذا كان الله مع العبد فمن عليه
سبحانك ربي ماعبدناك حق العبادة وما سجدنا لك حق السجود

No comments:

Post a Comment