Tuesday, October 4, 2016

قصة هابيل وقابيل


قصة قابيل و هابيل

موقع القصة في القرآن الكريم:

ورد ذكر القصة في سورة المائدة الآيات 27-31.

القصة:

يروي لنا القرآن الكريم قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.

كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة (المائدة):

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)

لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:

إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)

انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ. اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.

قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه وسلم 

قصة أبدع السياق القراني في تربية النفس البشرية وتأديبها منذ ان خلقها الكريم وأبدع في توجيهها وتأديبها 
لتكون مثالا يحتذى به في عالم الخير وهذا مارأيناه في ولد آدم الذي اسمه هابيل 
وتتجنب النفس المؤمنة عوالم الشر المتمثلة في شخص ولد آدم واسمه قابيل 

ثم أننا نلمس معاني الطاعة وروعتها في النفس البشرية وكيف استسلمت لامر الله وببراعة فائقة نقل لنا القران الكريم ببديع بيانه صورة هابيل الكريم الذي رضي الله بما قسمه له فأكرمه الله بروح كريمة أيقنت بفضل خالقها عليها فقدمت القربان بخير ماعندها مبتغية رضاء الوالد في رضا الله فمن أمر هابيل بتقديم القربان الا أبو البشر والدهم آدم عليه السلام 
ورأينا النفس الامارة بالسوء كيف استعلت وعتت عن طاعة الوالد ووقعت في التمرد والعقوق نتيجة 

عدم الرضا بماقسم الله لها وعوقبت بالبخل والشح الذي فيه هلاك المرء والامم 
فأظلمت هذه النفس بظلمة المعاصي وضاقت عليها الارض بما رحبت فما وجدت طريقا للخلاص من هذا الضيق كما تخيلت وتصورت فما وجدت سبيلا للخلاص الا قتل الخير في أهله 
فعوقبت بالخسارة والندم الشديد الذي نسميه في واقعنا المعاصر مرض الاكتئاب الذي لايعلم آلامه الا الذي ذاقه وهذا مصداقا لقوله تعالى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى 
حقا انه عمي عن رؤية الحق في بصيرته وبصره فهلك وأهلك 

وقد ضرب الله لنا هذا المثل العظيم عن كينونة ابن آدم منذ بداية الخليقة ليكون لنا مثال هداية ورشاد 
لنا عبر مسيرة هذه الحياة التي نقطعها كما ارادها الله ونحن نمضي الى خالقنا وهو راض عنا وعين الله ترعانا 
مختتمة صفحة حديثي اليكم واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا فمن صبر لتدبير خالقه حقا يكون في رعاية الله وحرزه وكنفه وامانه وجالت في اعماقي آيتين كريمتين خشع فيها قلبي وسمعي وبصري وكلي 

قال تعالى وما لكم لاتؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا به وقد أخذ ميثاقكم ان كنتم مؤمنين 
هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات الى النور وإن الله بكم لرؤوف رحيم 

سبحانك ربي توددت الينا بأروع ماعندك كما علمتنا بقرآنك الكريم وبفضلك العظيم وانزلته بلسان عربي مبين 

لتسعد به قلوب عبادك الصالحين حقا سبحانك ماعبدناك حق العبادة وما سجدنا لك حق السجود تباركت ياقدير واخر دعوانا ان الحمد للله رب العالمين 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

No comments:

Post a Comment