فضل المعوذات

ما هو فضل سورة الفلق وسورة الناس ؟قال صلى الله عليه وسلم (ما تعوذ متعوذ بمثلهما )وقال ابن القيم -رحمه الله -حاجة العبد الى الإستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس  والطعام والشراب  واللباس وقال العلماء :(سورة الفلق)استعاذة من الشرور الخارجية مثل كيد الإنس والجن والحيوانات المؤذية 

 (وسورة الناس ) استعاذة بالله من الشرور الداخليةكالوسواس  والأمراض 

ما معنى( قل أعوذ برب الفلق )؟أعوذ: أي أعتصم بهوالاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام بالله من الشرور  وفيه تعظيم لله  وهوعبادة والحياة مليئة بالآفات والمكاره  ولكل مخلوق أعداء من الجن والإنس  ولا غنى لأي مخلوق من الإحتماء بالله تعالى 

وما معنى الفلق ؟ يعني الصبح  

ولماذا سمي فلق ؟لأنه ينفلق عنه الظلام 

ورب الفلق :الله سبحانه وتعالى قال العلماء :وفيه إشارة الى أن الذي يجلو الظلمات  ويكشفها هو القادر على كشف ظلمات المرض  والكرب 

 (من شر ما خلق )الاستعاذة من كل شر  : من الإنس  أو الجن  أو الدوآب  أو الريح  أو الصاعقة أو النارأو الهواء 

وهل المقصود الاستعاذة  من كل ما خلق الله ؟كلا / فقط من شر ما خلق  وليس من الخير لأن هناك خلق فيهم خير مثل الملائكة 

(ومن شر غاسق إذا وقب )

الغاسق :هو ظلام الليل / أو القمر  إذا ظهر/  ويستعاذ  من شر مايكون في ظلام  الليل  الذي تنتشر فيه الشياطين  والحيوانات  المؤذية قال -ابن القيم - الليل هو محل الظلام  وفيه تتسلط شياطين  الإنس والجن مالا تتسلط بالنهار  فإن النهار  (نور) والشياطين إنما  سلطانهم في الظلمات  والمواضع المظلمة وعلى أهل الظلمة ولهذا كان  السحر وعظيم تأثيره  إنما هو بالليل  دون النهار وهو أقوى أنواع السحر  ولهذا كانت القلوب المظلمة هي محل الشياطين  وبيوتهم ومأوهم والشياطين  تتحكم فيها كمايتحكم ساكن البيت فيه

وما هو السر في الإستعاذة برب الفلق في هذا الموضع ؟-لأن الصبح  مبدأ ظهور النور  وهو يطرد  جيش الظلام  والمفسدين  فيأوي كل خبيث و مفسد ولص الى مأواه  والهوام الى جحورها  والشياطين الى  أماكنها   فأمر الله عباده أن يستعيذوا (برب النور )قال سبحانه (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ) فالإيمان كله نور  ومستقره في القلب المضيء والكفر والشرك ظلمة  ومستقره القلوب المظلمة 

(ومن شر النفاثات في العقد )أي ومن شر السواحر يستعن على سحرهن بالنفث في العقد التي يعقدهن على السحر 

(ومن شر حاسد إذا حسد )الحاسد: هو الذي يتمنى زوال النعمة عن الغير  وفيه إعتراض على الله واساءة للخلق قال ابن القيم :وتأمل تقييده شر الحاسد بقوله  (إذا حسد ) لأن الرجل قد يكون عنده حسد  ولكن يخفيه  ولا يترتب عليه أذى  ولا يعامل أخاه إلا بما يحب الله  فهذا لا يكاد يخلو منه أحد إلا من من عصمه الله ويدخل فيه العائن الذي يصيب بنظرته فنستعيذ بالله من هذه الشرور

Sent from my iPhone