سم الله الرحمن الرحيم
📕الإمامة
✍️️ينوط بالإمامة مسؤولية عظمى والإمام ضامن وله الخير الكثير إن أحسن، وتولى الإمامة رسول الله صلّ الله عليه وسلم وخلفاؤه، ولم يختاروا لها إلا الأفضل.
✍️️كلما توافرت مؤهلات الإمامة في شخص كان أولى بالقيام بها والأحق بها. ومن هذه المؤهلات
🚩الأجود قراءة لكتاب الله عز وجل .
🚩ثم الأعلم بالسنّة .
🚩فالأقدم هجرة.
🚩فالأكبر سناً.
✍️️لحديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم:" يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فأعلمهم بالسنة، فأقدمهم هجرة، فأكبرهم سناً".
🚩وصاحب السلطان وصاحب البيت أحق بالإمامة في أهلهم لقوله صلّ الله عليه وسلم:"ولايؤمن الرجل الرجل في أهله". ( أي إلا بإذنه)
🚩وتصح إمامة الأعمى لأنه صلّ الله عليه وسلم استخلف ابن ام مكتوم على المدينة يصلي بالناس.
🚩وصلى عمرو بن سلمة بقومه وله ست سنوات بعلمه صلّ الله عليه وسلم.
🚩يؤم القائم القاعد، والقاعد بالقائم، والمفترض بالمفترض، والمفترض بالمتنفل، والمتنفل بالمفترض، والمتنفل بالمتنفل.
🚩المتوضئ بالمتيمم بالإجماع، والمتيمم بالمتوضئ لفعل عمرو بن العاص وأقره صلّ الله عليه وسلم.
🚩المقيم بالمسافر فقد سُئل ابن عباس: مابال المسافر يصلي ركعتين إذا انفرد وأربعاً إذا ائتُمَّ بمُقيم؟ فقال: تلك السنة.
🚩المفضول بالفاضل لصلاة أبو بكر رضي الله عنه وابن عوف بالرسول صلى الله عليه وسلم.
📕مسائل في الإمامة:
✍️️تصح إمامة الفاسق إذا لم يكن بُدّ من الصلاة خلفهم كالسلاطين، فقد صلى الصحابة خلف المختار بن أبي عبيد، وصلى ابن عمر خلف الحجاج.
✍️️جواز مفارقة الإمام لعذر، لأن رجلاً فارق مُعاذاً لمّا طوّل بهم وصلى وحده ثم شكى إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم مافعل معاذ فقال عليه الصلاة والسلام :" أفتّانٌ أنت يامُعاذ".
✍️️ويجوز إعادة الصلاة مع الإمام في جماعة لقوله صلوات ربي وسلامه عليه: " إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما الإمام فصليّا معه فإنها لكما نافلة".
✍️️لاكراهة في علو الإمام على المأموم للحاجة فقد صلى صلوات ربي وسلامه عليه بالناس على المنبر فكبّر وهو عليه ثم ركع ثم نزل القهقرى وسجد في أصل المنبر ثم عاد فلما فرغ قال:" إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي".♦️ويُكره لغير الحاجة
✍️️إذا كان المأموم يعلم بأفعال الإمام فلابأس بعلو المأموم على الإمام فقد صلى أبو هريرة على ظهر مسجد بصلاة الإمام وكذلك فعل أنس.
✍️️اقتداء المأموم بالإمام مع الحائل جائز إذا علم بانتقالاته برؤية أو سماع لأنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي داخل حجرته والناس يأتمون به من وراء الحجرة.
✍️️وتصح إمامة من أخلّ بترك شرط أو ركن إذا أتَمّ المأموم، وكان غير عالم بالمتروك لقوله صلّ الله عليه وسلم:" يُصلّون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم". فالإمام ضامن.
✍️️لا يؤم رجل قوماً يكرهونه كراهة دينية لما روي عنه صلّ الله عليه وسلم أنه قال:" ثلاثة لاترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً............ وذكر منهم رجل أمّ قوماً وهم له كارهون.
وصلّ الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ونلتقي مع ترتيب الصفوف في الصلاة
خير ماأستهل لقائي مع موضوع الامامة
قوله تعالى:" رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا".
لقد أفرد القرآن الكريم آية كريمة لهذه المهمة العظيمة ومن تكريمه لهذه المهمة ضمنها في عبادة الدعاء
واجعلنا مثالا في الخير يقتدى به، فالامامة بمعناها الخاص التي نحن بصددها إمامة الامام في الصلاة.
أما بمعناها العام هو الاهتداء والاقتداء لكل ماورد في دين الله، وبهذا نرى إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام في دعائه رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ".
وهنا المقصود بها إقامة الصلاة وفي ذريته ان تتحقق بأعظم عبادة لله الصلاة بكل شروطها وأركانها وواجباتها وسننها وآدابها.
ولهذا استجاب الكريم لعبده ورسوله ابراهيم الخليل دعوته
وكان من ذريته سيد المرسلين إماما للمتقين صلوات ربي وسلامه عليه ولا ننسى قصة سيد المرسلين مع السيدة عائشة في مرضه عندما طلب منها ان يصلي في المسلمين والدها أبوبكر الصديق رضى الله عنه فقالت يارسول الله ان ابوبكر رجل بكاء ولا يصلح للامامة
قال :{ياعائشة دعوا ابو بكر يصلي بالمسلمين }.
وكانت السيدة عائشة خائفة على ابيها ان يتشاءم منه الناس
ولكن عندما سمع رسول الله صوت عمر يصلي بالمسلمين
قال:{ هذا مالا يرضي الله ورسوله}. وقد ناب عمر عن ابو بكر نتيجة ان ابوبكر كان على اطراف المدينة وعندما عاد صلى العشاء بالمسلمين وكانت الحكمة كبيرة
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتماع المسلمين في سقيفة بن ساعدة لانتخاب خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر من منكم يستطيع ان يصلي إماما بأبي بكر
وخاصة بعد ان علموا من حديث رسول الله الأئمة من قريش
وجرى عمر وبايع ابو بكر وكان الأحق بها.
وهذا ماورد اعلاه في صفات الامام .
ونعود ادراجنا لنقول ان الامامة هي القيادة :
فالأب امام في بيته، والطبيب امام في عيادته، والمهندس امام في مكتبه ومشاريعه، والمعلم امام لتلاميذه
و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قال: { ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع ومسؤول عن رعيته}.
ولا ننسى ان الامامة اجتباء واختيار من الله سبحانه وتعالى
لأنه علام الغيوب يعلم من هو أهل للامامة والقيادة
قال تعالى في سورة السجدة:" وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِأيَتِنَا يُوقِنُون".
اية بديعة في بيانها دقيقة في معانيها شرحت لنا سبب تتويج فئة من المؤمنين لمهمة القيادة ومحورها لَمَّاصبروا. والمحور الثاني وكانوا بآياتنا يوقنون
هؤلاء صبروا على حب الله ورسوله، صبروا على مجاهدة النفس عن هواها، صبروا على طلب العلم، صبروا على العبادة المحضة لله تعالى من صلاة وصيام وزكاة وأفعال بر ومسارعة في الخيرات مناطهم الصدق والاخلاص لله تعالى، صبروا على تبليغ العلم ونالوا من الايذاء من السفهاء وجهل الجاهلين وظلم الظالمين كظموا غيظهم ليرضى الله، تخلقوا بأحسن انواع الأخلاق فاستحقوا الامامة وعندما وضحت لنا الاية الكريمة كينونتهم حتى بلغوا مرتبة اليقين.
وكأني في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابي أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وصفه الحبيب بصدقه فقال وما أقلت الخضراء ولا الغبراء أصدق لهجة من ابي ذر ولكن عندما أحب الأمارة قال له رسول الله إنك ضعيف لن تقدر قدرها ومن هنا ندرك تماما انها عطاء خاص من الله لعباده
وما اجدرنا ان نقتدي بخير الأئمة بعد رسول الله كلا من ابي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما لحديث رسول الله: {خذوا عني وعن هذين الشيخين والمقصود بهما ابي بكر وعمر ثم امهات المؤمنين في صلاحهم وورعهم وتعبدهم لله تعالى}.
وقبل ان أسدل الستار على صفحة الامامة
سأعرج على قصة عمرو بن العاص في أمارته في سرية كان فيهما ابوبكر وعمر
بعد ان اسلم عمرو بن العاص بشهور عدة أراد رسول الله ان يوسمه بوسام جهاد فهو فارس من خيرة الفرسان وداهية العرب
فقال له :ياعمرو تغزو فتغنم وتسلم قال لبيك يارسول الله
ومضت السرية بقيادة عمرو وعندما وصل بالسرية الى منطقة مظلمة باردة أمر ان لايوقدوا النار فقال عمر بن الخطاب لأبي بكر اسلم منذ اشهر ويكون قائدا فينا انظر ماذا فعل فينا
قال ابو بكر ياعمر ان رسول الله علم انه خير مني ومنك في هذا الموطن فاختاره
ثم مضوا بقيادته فداهم القوم وقاتلهم وغنم وانسحب
فعاد عمر الى ابوبكر يشتكي فعلة عمرو اي انسحابه فأجابه ابوبكر نفس الاجابة فسكت عمر، ونام الجيش ليستريح بعض الشيء ونام عمرو واحتلم وعند صلاة الفجر تيمم ثم توضأ وصلى بالمسلمين لانه امام وقائد الحملة وعاد عمر الى ابي بكر يشتكي منه وظلت اجابة ابو بكر نفسها وحقيقة عادوا الى رسول الله سالما غانما بعد ان أوقع الرعب في قلوب الاعداء وشكوه الى رسول الله
وحضر امام رسول الله فقال يارسول الله لم ادعهم ان يوقدوا النار يكشفنا العدو فيهلكنا
وغدوت اليهم فضربت واوقعت بهم وغنمت كما ذكرت لي، اما انني تيممت في يوم شديد البرد ولو اغتسلت لهلكت فأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق الصديق ابو بكر في مقولته لولم يكن عمرو خير مني ومنك في هذا الموطن لما عينه رسول الله علينا صلى الله عليك ياسيد المرسلين وامام المتقين
صلوات ربي وسلامه عليه.
أختكم ضحى الطيب
No comments:
Post a Comment